يقول ابن الجوزي: «رأيت أن أخذ المهم من كل علم هو المهم».

المقصود بهذه القاعدة، أن يهتم طالب العلم بدراسة علوم الشريعة المختلفة، لأن العلوم الشرعية كلها مترابطة يكمل بعضها بعضًا، فلا يمكن معرفة كل فن من هذه الفنون إلا بمعرفة قواعد الفن وأصوله، وهكذا.

وهذه السمة لها أهميتها في تكوين القاعدة العلمية لدى طالب العلم الشرعي وإن تخصص فيما بعد بعلم منها وصار غالبًا عليه.

وهكذا كانت حالة السلف رحمهم الله تعالى، فكانوا يهتمون بمجموع العلوم دون تفريق. ثم بعد ذلك له أن يتخصص ويتبحر في أحد هذه العلوم كالفقه أو العقيدة أو الحديث وغيرها.

ولذا يقول يحيى بن مجاهد :: «كنت آخذ من كل علم طرفًا، فإن سماع الإنسان قومًا يتحدثون، وهو لا يدري ما يقول غمّة عظيمة»، ولهذا «خذ من كل شيء: شيئا، ومن هذا الشيء كل شيء».

من كل فن خذ ولا تجهل له

  فالحر مطَّلِع على الأسرار

أما من ترك هذه العمومية أو الشمولية فسيكون ناقص العلم غير مكتمل النضج، ضيق الأفق، خاطئ النظرة.



بحث عن بحث