فلنا وقفة خاصة ونحن نتحدث عن العمل المتعدي نفعه للآخرين، بعد عرضنا لمجموعة من الصور المباركة الفاعلة في هذا البلد المعطاء، أن نقف وقفة خاصة مع الشامة البيضاء الأولى، جمعيات البر الخيرية التي انتشرت انتشارًا واسعًا وكبيرًا ومتعددًا في جميع محافظات المملكة؛ بل في المحافظة الواحدة أكثر من فرع للجمعية الواحدة، وذلك برعاية وإشراف وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ويمكن تلخيص هذه الوقفة في النقاط الآتية:

1 ـ هذه الجمعيات أخذت على عاتقها ذلك العمل الجبار الذي تمثل في نفع الآخرين في هذا البلد، فتحية خاصة لمن فكر وخطط ونفذ ورعى وأشرف، فأَنْعِمْ به من عمل! ويا بشرى لكل أولئك دنيا وأخرى! رزقنا الله تعالى وإياهم الإخلاص في القول والعمل.

2 ـ هذه الجمعيات تجمع الزكوات، والصدقات، والهبات، وتنظمها وتصرفها في مصارفها الشرعية على الفقراء والمساكين والمحتاجين والمدينين، وطالبي الإحصان بالزواج، واليتامى، والأرامل، والمعوزين، فأَنْعِمْ به من عمل وتخصص! كم سدوا حاجة فقير، ولبوا نداء معوز، وأطعموا جائعًا، وكسوا عاريًا، وأرووا ظامئًا، وحنوا على يتيم، وعطفوا على أرملة، وتعاونوا مع من يحتاج، وقاموا بمشروع إنساني، تعاونًا وتكاتفًا، وحبًّا وتعاطفًا، وصدقًا وإخلاصًا، وطلبًا للأجر والمثوبة، زادهم الله ذلك.

3 ـ تحية خاصة لمعالي الوزير ووكلائه والعاملين معهم على إشرافهم ومتابعتهم وتوجيه العاملين بتلك الجمعيات، وتصحيح مسارهم وتسديدهم، لا حرمهم الله الأجر والمثوبة.

4 ـ وتحية للعاملين بالجمعيات خاصة، ومع الوصية بالإخلاص والصدق والتفاني والتقوى، فأؤكد على التخصص وعدم التشعب؛ لتزداد الثمار، وتتعمق المهمة، وتؤتي أكلها يانعة، فيجنى جناها دنيا وأخرى.

5 ـ التعاون والتكاتف سمة من سمات نجاح الأعمال بين العاملين في الجمعية الواحدة، وبين الجمعيات بعضها مع بعض، وبين الجمعيات والوزارة، فالهدف واحد، والمقصد واحد، والتوجه واحد. حقق الله الآمال وسدد الخطى.


وبعد هذا العرض المقترن بالنصوص الشرعية يمكن أن نلخص الأعمال الجليلة المتعدي نفعها إلى ما يلي:

أولاً: ما يتعلق بالأعمال العلمية والدعوية :

1 ـ القيام بالدعوة إلى الله والهداية إلى سبيله بكل وسيلة وطريق موصل إلى ذلك.

2 ـ إنشاء المساجد أو المساهمة في بنائها أو الوقف عليها.

3 ـ إنشاء مدارس تحفيظ القرآن الكريم، أو المساهمة في بنائها أو الوقف عليها.

4 ـ إقامة مكاتب الدعوة والإرشاد، أو المساهمة في إقامتها أو الوقف عليها.

5 ـ نشر الكتب الدينية بعدة لغات العالم، خاصة في العقيدة والعبادات أو المساهمة في نشرها.

6 ـ كفالة الدعاة إلى الله، ومكافآت مدرسي القرآن الكريم.

7 ـ إعانة الطلبة المحتاجين بالمال والكتب ووسائل التعليم.

8 ـ نسخ الأشرطة المفيدة بعدة لغات وتوزيعها.

9 ـ دعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم بتقديم الحوافز المادية والمعنوية.

10 ـ تعليم الجاهل بأمور الدين وخاصة توضيح جانب العقيدة.

ثانيًا: ما يتعلق بالأعمال البدنية :

1 ـ الجهاد في سبيل الله ونصرة المسلمين.

2 ـ مساعدة الضعفاء والمعاقين في أعمالهم اليومية، كما فعله موسى عليه السلام بسقاية أغنام المرأتين عند ماء مدين.

3 ـ مساعدة المحتاجين بالجاه.

4 ـ القيام بتطمين الخائف بمسح رأسه وبالكلمة الطيبة.

5 ـ إفشاء السلام وطلاقة الوجه والبشاشة عند اللقاء.

6 ـ النصيحة لكل مسلم.

7 ـ الدلالة على الخير؛ فإن من دل على خير فله مثل أجر فاعله.

8 ـ تعليم مهارة من المهارات الفنية لأخيه المسلم.

9 ـ الدعاء بظهر الغيب لأخيه المسلم.

10 ـ الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، كما في صحيح البخاري.

ثالثًا: ما يتعلق بالأعمال المالية، وهي كثيرة منها:

1 ـ إعانة المجاهدين .

2 ـ كفالة الداعية .

3 ـ كفالة اليتيم .

4 ـ بذل الأموال في مجالات العلم والدعوة .

5 ـ حفر الآبار .

6 ـ الصدقة بأنواعها .

8 ـ القيام بالوقف بأنواعه .

9 ـ تقديم العون للمؤسسات الخيرية .

10 ـ صلة الأرحام وبر الوالدين 



بحث عن بحث