أحاديث منكرة في فضل عرفة (1)

 

وفي ختام هذا الفصل أبين بعض ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم في فضل يوم عرفة خاصة، وفي عشر ذي الحجة عامة، أحاديث لم تثبت صحتها عن النبي صلى الله عليه وسلم لضعفها، و أحاديث نسبت إليه صلى الله عليه وسلم كذبا وبهتانا، فجمعنا في هذا المبحث بعضا منها، نقلا عن أهل الحديث وحفاظه.

 

 

الحديث الأول:

ذكر رزين بن معاوية في جامعه – تجريد الصحاح- مرفوعا: "أفضل الأيام يوم عرفة إذا وافق جمعة، وهو أفضل من سبعين حجة في غير جمعة"

 

وروى رزين عن طلحة بن عبيد الله بن كرز أرسله: "أفضل الأيام يوم عرفة وإذا وافق يوم جمعة فهو أفضل من سبعين حجة في غير يوم جمعة"

 

قال ابن حجر –رحمه الله-: (وأما ما ذكره رزين في جامعه مرفوعا " خير يوم طلعت فيه الشمس يوم عرفة وافق يوم الجمعة، وهو أفضل من سبعين حجة في غيرها" فهو حديث لا أعرف حاله، لأنه لم يذكر صحابيه، ولا من أخرجه، بل أدرجه في حديث الموطأ الذي ذكره مرسلاً عن طلحة بن عبد الله بن كريز، وليست الزيادة المذكورة في شيء من الموطآت، فإن كان له أصل احتمل أن يراد بالسبعين التحديد أو المبالغة)([1]).

 

قال ابن القيم –رحمه الله-: (وأما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل اثنين وسبعين حجة، فباطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة والتابعين)([2]) .

 

وأقره المناوي([3]) ثم ابن عابدين في الحاشية ([4]).

 

وقال الألباني –رحمه الله-: باطل لا أصل له ([5]).

 

الحديث الثاني:

حديث: " إن من الذنوب لا يكفرها إلا الوقوف بعرفة"

 

قال العراقي: لم أجد له أصلاً.

 

وذكره الألباني –رحمه الله- في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة([6]).


([1]) فتح الباري (8-271)

([2]) زاد المعاد (1-17)

(([3] انظر فيض القدير (2-28)

([4]) حاشية ابن عابدين (2-348)

([5]) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1-245)

([6]) سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1-245).



بحث عن بحث