أسماء عرفة وأسباب تسميتها بذلك

 

     تسمى عرفة بأسماء عديدة وينسب لها الوقوف فيها في الحج فيقال: يوم عرفة، وسمي بهذا الاسم للأسباب التالية:

 

1-             سمي يوم عرفة للوقوف بعرفة فيه.

 

2-             وسمي الموضع بعرفة؛ قيل لأن آدم عليه السلام وجد حواء رضي الله عنها بعدما أهبطا إلى الدنيا، وافترقا فلم يجتمعا سنين ثم التقيا يوم عرفة بعرفات على جبل الرحمة فعرفها وعرفته فسمي اليوم يوم عرفة والموضع عرفات.

 

3-             قيل؛ سمي بذلك لأن جبريل عليه السلام أرى إبراهيم عليه السلام المناسك أي مواضع النسك في ذلك اليوم وكان يقول له عند كل موضع: أعرفت هذا. فيقول: نعم. حدثنا أبو بكر حدثنا يعلى بن عبيد عن عبد الملك عن عطاء قال: إنما سميت عرفات لأن جبريل كان يري إبراهيم المناسك فيقول: عرفت؟ ثم يريه فيقول: عرفت؟ فسمي عرفات. أو لأن إبراهيم عرف المكان ولم يكن معه جبريل.

 

4-             قيل؛ لأن إبراهيم الخليل عليه السلام رأى ليلة كأن قائلا يقول: إن الله تعالى يأمرك بذبح ابنك هذا فلما أصبح روَّى أي تفكر في ذلك الأمر أنه من الله أو لا. فسمي يوم التروية، ثم عرف في اليوم التاسع أنه منه تعالى فسمي يوم عرفة، ثم رآه في الليلة العاشرة فهم بذبح ولده فسمي يوم النحر.

 

5-             قيل؛ طلب إبراهيم الجبل الذي أُمر أن يقف عليه فضل عنه فلما وجده قال: عرفته.

 

6-             قيل؛ لأن جبريل عرف فيها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المناسك.

 

7-             قيل؛ لأن جبريل عرف فيها جميع الأنبياء مناسكهم.

 

8-             قيل؛ لعلو الناس فيها على جبالها، والعرب تسمي ما ارتفع عرفة وعرفات.أو للجبال التي فيها، والجبال هي الأعراف.

 

9-             لأنه يوم اصطناع المعروف إلى الحجيج.

 

10-        قيل؛ لأن الله يعرفهم يومئذ بالمغفرة والكرامة أو لأن الناس يعترفون فيها بذنوبهم ويسألون الله المغفرة.

 

11-        قيل؛ مأخوذة من العَرْف وهو الطيب، قال تعالى: "عرفها لهم" أي طيبها فهي طيبة بخلاف منى التي فيها الفروث والدماء فلذلك سميت عرفات.

 

12-        قيل؛ أصل هذين الاسمين (وقوف- عرفة) من الصبر يقال: رجل عارف إذا كان صابرا خاشعا، ويقال في المثل:النفس عَرُوف وما حملتها تحتمل. وسمي بهذا الاسم لخضوع الحجاج وتذللهم وصبرهم على الدعاء وأنواع البلاء واحتمال الشدائد لإقامة هذه العبادة.

 

وتسمى أيضا بالمشعر الحرام، وتسمى المشعر الأقصى، وإلال - على وزن هلال -، ويقال للجبل في وسطها: جبل الرحمة، وجبل الدعاء. قال أبو طالب في قصيدته المشهورة([1]):

 

وبالمشعر الأقصى إذا عمدوا له       إلال إلى مفضي الشِّراج القوابل

 

(والمشعر اسم مكان جمعه مشاعر، والمشاعر المعالم وأصله من قولك شعرت بالشيء أي علمته)([2]) قال الزبيدي: (وشعار الحج بالكسر مناسكه وعلاماته، وآثاره، وأعماله، وكل ما جعل علما لطاعة الله عز وجل كالوقوف، والطواف، والسعي، والرمي، والذبح وغير ذلك)([3])


(([1]ينظر البداية والنهاية (3-54).

([2]) ينظر مجلة البحوث الفقهية المعاصرة عدد (ص 20).

([3])تاج العروس من جواهر القاموس (7-33).



بحث عن بحث