خاتمة حديث: مثل مابعثني الله من الهدى والعلم

 

الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على النبي الخاتم، المبعوث رحمة للعالمين، أما بعد:

فقد قضينا أوقاتًا طيبةً، وساعاتٍ ممتعة، عامرة بذكر الله عزوجل، مع هذا الحديث العظيم الذي يحتوي على المعاني الطيبة، والمفاهيم العالية، ومن أهم ما خرجنا به من القضايا العظيمة التي أشار إليها الحديث:

* أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رحمةً للعالمين كافةً.

* وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على المؤمنين رؤوفاً رحيماً بهم.

* وأن الاستفادة من شريعته على قدر صلاح الإنسان، وطيب أصله، وشرف أرومته.

 

* وأن الناس من حيث استفادتهم على ثلاثة أنواع:

•       النَّوْع الْأَوَّل مِن النَّاس؛ من يبلغه الهدى والعلم فيحفظه فيحيا قلبه، ويعمل به، ويعلّمه غيره، فينتفع وينفع، وهؤلاء أعلا الناس منزلةً في الدنيا والآخرة.

•       النَّوْع الثَّانِي مِن النَّاس؛ لهم قلوب حافظة، لكِن لَيست لهم أفهام ثَاقبة، ولا رسوخ لهم فِي العقل يستنبطون به المعاني والأَحْكام، ولَيس عندهم اجْتهادٌ فِي الطَّاعة والْعمل به، فهم يحْفظونه حتَّى يأتي طَالِبٌ محْتاج مُتَعَطِّشٌ لِما عندهم من الْعلم، أَهل للنَّفْع والانتفاع، فيأْخذه منهم، فينتفع به، فهؤلاء نفعوا بِما بلغهم.

•       النَّوْعُ الثَّالِثُ مِن النَّاس؛ ليست لهم قلوب حافظة، ولا أفهام واعية، فإذا سمعوا العلم لا ينتفعون به، ولا يحفظونه لنفع غيرهم.

 

* وأن الأمثال لها تأثير بالغ على الإنسان، ويستفاد منها في أمور كثيرة: في التذكير، والنصح، والوعظ، والحث، والترغيب، والترهيب، والتربية، والتعليم، والزجر، والاعتبار، والتقرير، وتقريب المراد للعقل، وتصويره بصورة المحسوس، وغيرها.

 

* كما تعرفنا من خلال هذه العجالة السريعة على فَضْل الْعِلْم وَالتَّعْلِيم، وَشِدَّة الْحَثّ عَلَيْهِمَا، وبيان بعض الآداب والصفات التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم، وَذَمّ الْإِعْرَاض عَن الْعِلْم.

 

* وقبل الختام تحدثنا بشيء من التفصيل عن موضوع الدعوة وأهدافها، وفضائلها، ومقوماتها، وسمات الداعية، والوسائل والأساليب للدعوة، وعوائق وعقبات في طريق الدعوة، ثم الخاتمة.

أسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الكلمات، وأن يجعلها من المدخرات في الحياة وبعد الممات، حقق الله الآمال وسدد الخطى، وعلمنا ما ينفعنا، ونفعنا بما علمنا إنه عليم حكيم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.  



بحث عن بحث