من أهم أهداف الدعوة

        القيام بالعبادات وتصحيحها: من أهم أهداف الدعوة؛ تصحيح العبادات المتمثلة بأركان الإسلام الخمسة وغيرها، يوضح هذا حديث معاذ االسابق الذي جعل النبي ﷺ الهدف الآخر بعد الشهادتين أركان الإسلام ابتداءً بالصلاة، ثم الزكاة، ولا شك أن هذا الهدف من أعلا الأهداف وأسماها.

      تصحيح السلوك والأخلاق: قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ [سورة الجمعة: 2 ]، وهذا من المنن التي أنعم الله بها على البشر، كما قال تعالى: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ [آل عمران: 164]، وقد مدح الله في القرآن نبيه بأنه صاحب خلقٍ عظيمٍ، فقال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [سورة القلم: 4]، وقد سئلت أم المؤمنين عائشة ل عن خلق النبي ﷺ فأجابت بأن خلقه القرآن؛ كما جاء في الحديث عَن سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: أَتَيْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبِرِينِي بِخُلُقِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ: كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ، أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ قَوْلَ الله عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ قُلْتُ: فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَتَبَتَّلَ. قَالَتْ: لَا تَفْعَلْ. أَمَا تَقْرَأُ: ﴿ لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾ فَقَدْ تَزَوَّجَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ وُلِدَ لَهُ(1)

وقد جاء في الحديث: عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ»(2) وهذا التحديد يجعل من أهم أهداف الدعوة: الدعوة إلى مكارم الأخلاق، وفضائل الأعمال.

ولذلك لم يتلفظ النبي ﷺ لفظاً سيئاً بسباب أو شتائم طوال حياته الشريفة على أيِ شخصٍ؛ كائناً من كان، كما جاء في الحديث، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ الله ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ. قَالَ: إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً(3). فتمثل عليه الصلاة والسلام هذا الهدف الكبير في حياته قولاً وعملاً، فحري بالداعية أن يقتدي به، فيجعل هذا الهدف من أهم أهداف دعوته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) مسند أحمد (6/91).

(2) مسند أحمد (6/91).

(3) صحيح مسلم, كتاب البر والصلة والآداب، باب: النهي عن لعن الدواب وغيرها، برقم: (2599).



بحث عن بحث