تخـريج حـديث: ما من أحد يدخل الجنة بعمله، والحكـم عليه

 

1- عن أبي هريرة س قال: قال رسول الله ق: «لن ينجي أحدا منكم عمله» قالوا، ولا أنت يا رسول الله قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة سددوا وقاربوا واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا».

 

2- وعن عائشة ك أن رسول الله ق قال: «سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يدخل أحدا الجنة عمله» قالوا، ولا أنت يا رسول الله قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة».

 

3- وفي رواية عنها: «سددوا وقاربوا واعلموا أن لن يدخل أحدكم عمله الجنة ، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قل».

 

أولًا: حديث أبي هريرة، متفق عليه؛ أخرجه البخاري، والطيالسي([1])، والبيهقي([2]) من حديث آدم بن أبي إياس عن سعيد المقبري([3]) ومسلم، من طريق أيوب عن محمد بن سيرين([4]).

 

وابن ماجه، وأبو يعلى([5]) وعنه ابن حبان([6])، من طريق الأعمش عن أبي صالح([7]).

 

وأحمد من طريق حماد بن سلمة عن محمد بن سيرين([8]).

 

كلاهما [محمد بن سيرين، وسعيد بن أبي سعيد المقبري] عن أبي هريرة س، وألفاظهم متقاربة.

 

وأخرجه البخاري([9])، والنسائي([10])، وابن حبان([11])، والبيهقي([12])، من طريق معن بن محمد عن أبي سعيد، به، ولفظه: “إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة”.

 

ثانيًا: حديث عائشة، متفق عليه، البخاري([13])، ومسلم([14]) من طريق موسى بن عقبة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سمع عائشة ك ، فذكره.

 

قال البخاري: قال أظنه ، عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة.

 

ثم علق البخاري بعده عن عفان فقال: وقال عفان: حدثنا وهيب عن موسى بن عقبة قال: سمعت أبا سلمة، عن عائشة، عن النبي ق سددوا وأبشروا.

 

قال ابن حجر: وفاعل “ أظنه” هو علي بن المديني، شيخ البخاري في هذا الحديث، وكأنه جوز أن يكون موسى بن عقبة لم يسمع هذا الحديث من أبي سلمة بن عبد الرحمن، وأن بينهما فيه واسطة، وهو أبو النضر سالم بن أبي أمية المدني التيمي.

 

قال ابن حجر: لكن قد ظهر من وجه آخر أن لا واسطة؛ لتصريح وهيب، وهو: ابن خالد عن موسى بن عقبة بقوله: سمعت أبا سلمة.

 

قال ابن حجر: هذا هو النكتة في إيراد الرواية المعلقة بعدها عن عفان عن وهيب، قال: وطريق عفان هذه وصلها الإمام أحمد، قال: حدثنا عفان، وهي الرواية هذه....([15]).

 

وأخرجه أحمد([16])، وإسحاق بن راهويه([17])، وابن منده([18])، والقضاعي([19])، كلهم من طريق موسى بن عقبة، به.

 

الرواية الثالثة: أخرجها البخاري، من طريق سعد بن إبراهيم ، ومسلم من طريق موسى بن عقبة كلاهما عن أبي سلمة، عن عائشة ك .

 

وأخرجه أحمد([20])، والنسائي([21])، من طريق موسى بن عقبة، به.

 

والحديث أخرجه مسلم، من طريق أبي سفيان طلحة بن نافع عن جابر عن النبي ق مثل رواية أبي هريرة س، ورواه من حديث أبي الزبير عن جابر ا قال: سمعت النبي ق يقول: “لا يدخل أحدا منكم عمله الجنة ولا يجيره من النار ولا أنا إلا برحمة من الله”([22]).

 

وهناك روايات أخرى بنحو هذا الحديث، منها:

 

قوله: «يسروا، ولا تعسروا وبشروا، ولا تنفروا». متفق عليه البخاري ومسلم، من طريق شعبة بن الحجاج، قال : (حدثني أبو التياح، عن أنس، عن النبي ق به، بلفظه([23]). قال مسلم: «سكنوا » بدل « يسروا ».

 

«يسرا ولا تعسرا وبشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا». قاله عليه الصلاة والسلام لمعاذ وأبي موسى س لما بعثهما إلى اليمن. متفق عليه، البخاري ومسلم، من طريق شعبة بن الحجاج شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده أن النبي ق بعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن قال: فذكره([24]).


([1]) مسند الطيالسي (4: 144 رقم 2441).

([2]) السنن الكبرى(3: 18 رقم 4928).

([3]) صحيح البخاري(ص: 1122 رقم 6467). كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل، من حديث آدم بن أبي إياس عن سعيد المقبري عنه.

([4]) صحيح مسلم(ص: 1226 رقم 7113) كتاب صفات المنافقين ، من حديث أيوب عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.

([5]) مسند أبي يعلى(3: 309 رقم 1775).

([6]) صحيح ابن حبان(2: 62 رقم 350).

([7]) سن ابن ماجه (ص: 612 رقم 4201). كتاب الزهد، باب التوقي على العمل.

([8]) مسند أحمد (16 66 رقم 10010).

([9]) صحيح البخاري(ص: 9 رقم 39) كتاب الإيمان، باب الدين يسر.

([10]) سنن النسائي(ص: 691 رقم 5037). كتاب الإيمان، باب الدين يسر.

([11]) صحيح ابن حبان(2: 63 رقم 351).

([12]) السنن الكبرى(3: 18 رقم 4929).

([13]) صحيح البخاري(ص: 1121 رقم 6464).

([14]) صحيح مسلم(ص: 1227 رقم 2818). كتاب صفات المنافقين.

([15]) فتح الباري(11: 299).

([16]) المسند(41: 416 رقم 24941).

([17]) المسند(2: 484).

([18]) التوحيد(2: 119 رقم 698).

([19]) مسند الشهاب(2: 484 رقم 591).

([20]) المسند (43: 363 رقم 26342).

([21]) السنن الكبرى(10: 392 رقم 11812).

([22]) صحيح مسلم (ص: 1226 رقم 2817). كتاب صفات المنافقين.

([23]) صحيح البخاري(ص: 17 رقم 69) كتاب العلم، باب ما كان النبي ﷺ يتخولهم بالموعظة بالموعظة والعلم كي لا يفروا. ومسلم(ص: 769 رقم 4525). كتاب الجهاد.

([24]) صحيح البخاري(ص: 501 رقم 3038)، كتاب الجهاد والسير، باب ما يكره من التنازع والاختلاف في الحرب، وعقوبة من عصى إمامه. ومسلم(ص: 769 رقم 4526). كتاب الجهاد.



بحث عن بحث