السمع والطاعة لولي الأمر من مقررات عقيدة اهل السنة والجماعة

 

 

أخي المسلم الكريم!

اعلم أن السمع والطاعة لولي الأمر من مقررات عقيدة أهل السنة والجماعة، فقد ذكر اللالكائي رحمه الله عدة مقالات لأئمة السلف الصالح رحمهم الله تعالى، تُقرِّر هذا الأمر، فقد ذكر عن عبد الله بن المبارك رحمه الله قوله: «وصلِّ العيدين وعرفات، والجماعات، مع كل إمام بَر أو فاجر».

 

وذكر عن علي بن المديني رحمه الله قوله: «ثم السمع والطاعة للأئمة وأمراء المؤمنين، البر والفاجر» إلى أن قال: «لا يحل لأحدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ليلة إلا وعليه إمام، برًّا كان أو فاجرًا، فهو أمير المؤمنين».

 

وذكر عن الإمام أحمد بن حنبل :: «أصول السنّة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم، والسمع والطاعة للأئمة، وأمير المؤمنين البر والفاجر».

 

وقال :: «وتسمع وتطيع ولا تنكث بيعة، فمن فعل ذلك فهو مبتدع مخالف مفارق للجماعة».

 

وقال ابن أبي حاتم :: «سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدِّين، فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار، حجازًا وعراقًا ومصرًا وشامًا ويمنًا، فكان من مذهبهم: الإيمان قول وعمل، ونسمع ونطيع لمن ولَّاه الله عز وجل أمرنا، ولا ننزع يدًا من طاعة، ونتبع السنة والجماعة، ونتجنب الشذوذ والخلاف والفرقة».

 

وقال الإمام الطحاوي :: «... ولا ننزع يدًا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة، ما لم يأمروا بمعصية...».

 

وقال إسماعيل التيمي: «فصل يتعلق باعتقاد أهل السنة ومذهبهم.. وطاعة أولي الأمر واجبة، وهي من أوكد السنن، ورد بها الكتاب والسنة».

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :: «فطاعة الله ورسوله واجبة على كل أحد، وطاعة ولاة الأمور واجبة؛ لأمر الله بطاعتهم، فمن أطاع الله ورسوله بطاعة ولاة الأمر لله فأجره على الله، ومن كان لا يطيعهم إلا لما يأخذه من الولاية فإن أعطوه أطاعهم، وإن منعوه عصاهم؛ فما له في الآخرة من خلاق» ا.ه.

 

أيها المسلم! هذا جزء من أقوال السلف في هذا الباب، وأقوالهم واضحة جلية، لا تدع لمتسائل أو مستفهم مجالًا، فهي توضِّح أن السمع والطاعة للإمام ليست من المسائل الفرعية عند أهل السنة والجماعة؛ بل هي من الأصول عندهم، ومن صلب عقيدتهم.

 

أسأل الله تعالى أن يرزقني وإياكم الفقه في دينه، والسير على منهاج نبيه صلى الله عليه وسلم، واتباع السلف الصالح من هذه الأمة، وأن يحشرنا مع النبيين والصدِّيقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، كما أسأله أن يُصلح ولاة أمرنا ويوفقهم ويسدد على دروب الخير خطاهم، إنه سميع مجيب. وهو المستعان.

 

وللحديث بقية في الدرس القادم إن شاء الله تعالى.



بحث عن بحث