مفاهيم خاطئة وسلوكيات منحرفة (3-4)

      خامساً: في الدعوة:

الدعوة إلى الله من أهم المهمات، وقد حرص بعض الناس على القيام بهذه الفريضة، إلا أن بعضاً منهم وقعوا في مفاهيم وأعمال خاطئة، ومنها:

      ألا يهتم الداعي في دعوته إلى توحيد الله عز وجل، فبعض الجماعات تدعو إلى جوانب جزئية في الدين، وتهمل الجانب العقدي فيه.

      أن يقوم بالدعوة وليس عنده علم كافٍ، فبعضهم يتكلف بالدعوة ويجادل ويناظر بدون علم وبصيرة، وهمه الوحيد أن يُعَدّ من الدعاة أو ينظر لرأيه.

      منهم من يتحمس في الدعوة في الخارج، أما بلاده بل مدينته التي يسكن فيها والحي الذي فيه بيته، بل بيته أيضاً مليء بالمخالفات الشرعية، وآلات اللهو واللعب، وأجهزة الفساد والإفساد، ولا يحرك الساكن؛ لأن همه هو الدعوة في الخارج.

      القول بلا عمل، وقد أنكر الله ﻷ على من يدعو ولا يعمل بما دعا إليه فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ . كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّـهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ(1) .

      التحزب المقيت لعالم أو لحزب أو لبلد؛ فالحزبية تجعل الولاء والبراء لها، وتنقله من ولاء الدين إلى الولاء للجماعة والحزب، وهذه من الآفات الخطيرة التي طغت على بعض الدعاة، فلم يكونوا دعاة إلى الإسلام، وإنما إلى أحزاب وجماعات، وهذا مدخل شيطاني، حيث لم يستطع الدخول على هؤلاء من طريق المعصية والمخالفة الظاهرة فدخل عليهم من هذا الطريق.

      سادساً: في طلب العلم:

طلب العلم فريضة على كل مسلم، وكان المتوقع من طلبة العلم أن يحذروا الأخطاء والانحراف عن المنهج الصحيح في طلب العلم، ولكن الشيطان حريص على صد الناس عن الخير، وحرصه أشد في إفساد ثمرة طلب العلم من طرق شتى، منها:

      إفساد النية أو التردد بين الإخلاص والرياء.

      التساهل في الطلب، وعدم الصبر، والملل والفتور.

      أن يعطي العلم فضول الأوقات.

      كثرة الجدال والمراء في المسائل.

      الميل للتعصب لمذهب معين في جميع المسائل، سواء كان الحق معه أو مع الآخرين، وتخطئة المذاهب الأخرى.

      إظهار التعالم على الآخرين.

      الإفتاء وادعاء الاجتهاد قبل التمكن.

      عدم العمل بما علم.

      سابعاً: في الأسرة:

كثير من الأسر مستقيمة وملتزمة بحمد الله تعالى، ولكنها تقع بما يخالف هذه الاستقامة، ومنها:

      التساهل في حجاب المرأة مع بعض الأقارب غير المحارم؛ لأنه ابن عم، أو أخو الزوج، أو زوج الأخ ونحوهم، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: «الحمو الموت»، والحمو أخو الزوج، وما أشبهه من أقارب الزوج.

      كون الخدم والسائقين كأحد أفراد الأسرة؛ فلا حجاب ولا ستر ولا احتشام أمامهم، قد تخرج المرأة أو البنت مع السائق لوحدها ويحصل بذلك خلوة محرمة، وبعض الأسر تترك جميع شؤون البيت على الخادمة والسائق حتى تربية الأولاد، وهذه مخالفة خطيرة.

      أن تهتم الأسرة بطعام أفرادها وشرابهم ولباسهم، ولكن لا تعتني بتربية صغارها تربية دينية وأخلاقية وجسمية، ولا تهتم بمن يصاحبون ويرافقون، وماذا يتعلمون منهم؟

      السماح لإدخال أجهزة الفساد في البيت، تلك الأجهزة التي لا تألو جهداً في إفساد الكبار والصغار من الذكور والإناث.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [الصف:2-3]



بحث عن بحث