مفاهيم خاطئة وسلوكيات منحرفة (2-4)

      ثالثاً: في التشريع:

من المفاهيم والأعمال الخاطئة: أن من المسلمين من يصلي ويصوم، ولكن يتحاكم إلى الأعراف والتقاليد، ويحرّم ما حرمت الأعراف السائدة، أو تقاليد قومه، ويحلل ما حللت هذه الأعراف أو التقاليد، ولو كانت معارضة لشرع الله تعالى، قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا . وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا(1) ، ومنهم من أعطى حق التشريع بيد مشايخه فما حللوه استحله وما حرموه جعله حراماً عليه، وفي أمثالهم نزل قوله تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ(2) ، ومنهم من يعترض على بعض أمور الشرع، مثل: قسمة الميراث، كقاعدة: «للذكر مثل حظ الأنثيين»، وكذا أمر المرأة المسلمة بالحجاب، وعدم الاختلاط بالرجال الأجانب.. كل ذلك لجهله، أو كبره، أو تعاليه.

ومن ذلك: التحاكم إلى القوانين الوضعية دون حكم الله تعالى على مستوى الفرد، أو مستوى الجماعة، أو تفضيل تلك الأحكام على حكم الله ﻷ.

      رابعاً: في الأخلاق:

من محاسن الدين الإسلامي: أنه قرن بين الإيمان والخلق الحسن، فقال: «أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً»، والعجب أن بعض المسلمين يتخلق بأخلاق الكفار والمنافقين، أو هو ذو أخلاق عالية مع أصحابه، وسيئ الأخلاق مع أهله وعياله، أو عنده أدب جم عند التعامل مع من فوقه، ولكنه ذو وجه عابس وخلق سيئ مع من تحت يده، كما نرى بعض الناس يصلي ويصوم وملتزم في ظاهره، ولكنه لا يلتزم بأخلاق الإسلام في تعامله مع الآخرين من الوالدين والأزواج والأولاد والأصحاب، فالكل متضايق من سلوكه وتعامله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [النساء:60-61]

(2) [التوبة:31]



بحث عن بحث