الخاتمة

الحمد لله، بنعمته تتم الصالحات، وبفضله وكرمه تتيسر الأمور وتتذلل العقبات، والصلاة والسلام على الناصح الأمين، محمد رسول الله خاتم النبيين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فهذه الكلمات السابقة فقه ميسر للحديث النبوي الشريف: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان«.

عرفنا فيها: أن النبي صلى الله عليه وسلم دلَّ أمَّته في هذه الألفاظ اليسيرة على معاني عظمة لما أوتي من جوامع الكلم، وهذه المعاني قد شملت حياة العبد كلها؛ إذ المسلم يستطيع أن يعيش عيشة سعيدة، ويرجو الفوز بالجنة والنجاة من النار في ضوء هذا الحديث إن طبَّق معانيه بكل دقة من اكتساب القوة في إيمانه، وعلمه، وإرادته وبدنه، وعمل الأسباب مع التوكل على الله، والإيمان بالقضاء والقدر، وعدم التأسف على الماضي، والبعد عن كل شيء يسهل عمل الشيطان، والتعوذ بالله، والالتجاء إليه من الشيطان وشره بالدعاء، والأذكار المسنونة، فهذه كانت من أهم المعالم التي دلَّ عليها الحديث، وتمثل منهجًا للمسلم في هذه الحياة.

هذا ونسأل الله ﻷ بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى؛ أن يصلح ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأن يصلح دنيانا التي فيها معاشنا، وأن يصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، ويجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، ويجعل الموت راحة لنا من كل شر، ونعوذ به من الهم والحزن، ومن العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر، ومن غلبة الدين وقهر الرجال، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكها وأنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إنا نعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يُستجاب لها.

وآمل ألا أعدم نصيحة من الإخوة والأخوات فيما كتبته من الكلمات، أسأل الله عز وجل أن يجعلها من النافعات، ومن المدخرات في الحياة وبعد الممات، إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.

وكتبه

فالح بن محمد بن فالح الصغير

الـمشرف العام على موقع شبكة السنة وعلومها

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.



بحث عن بحث