الـمسألة الخامسة عشرة:

الآثار الجماعية على ترك الإنكار

قال في الحديث: «من رأى منكم منكرًا فليغيره...» الحديث. فإذا لم ينكر المنكر ولم يغير بعامة فماذا يترتب عليه؟

يترتب عليه ما يلي:

1-   اللعن والغضب على المجتمع بأسره:

 ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ

2-   إذا أصبح المنكر ظاهرة ولم يغير استحق المجتمع العقوبة العامة التي تهلك الخاصة والعامة. روى البخاري ومسلم عن زينب بنت جحشك أن النبي غ استيقظ يومًا من نومه فزعًا وهو يقول: «لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه». وحلق بأصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: «نعم، إذا كثر الخبث»(

3-   وقوع الاختلاف والتناحر في الأمة، وهما آفة عظيمة تفكك المجتمع، وتجعله عرضة للانهزام، والذلة، وتحكم الأهواء، يدل على ذلك قوله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ([5])، فدل على أن ترك الإنكار يؤدي إلى الفرقة والتنازع.

4-   عدم إجابة الدعاء، وهي مسألة عظيمة يحتاج إليها في العسر واليسر، ولا غنى لأي فرد أو أمة عن الدعاء، ودل على ذلك حديث حذيفة السابق.

5-   تسليط الأعداء، فترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يفتح بابًا للأعداء يدخلون منه فيستبيحون بيوتهم، وينتهكون أعراضهم، ويتحكمون في أموالهم ورقابهم، وتاريخ المسلمين شاهد على ذلك، كما وقع للمسلمين في الأندلس.

تفشي الأزمات الاقتصادية والمالية، ومن ذلك الربا الذي يؤول في النهاية إلى وجود رأس المال لدى أفراد ومؤسسات فحسب، أما بقية الناس فما لهم إلا الفقر والذلة.


([2]) متفق عليه: البخاري، كتاب الأنبياء، باب: فقه يأجوج ومأجوج، برقم: (3346، 2598)، ومسلم، كتاب الفتن، باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج برقم (2880).

([4]) سورة آل عمران، آية:(104).

([5]) سورة آل عمران، آية:(105).

([1]) متفق عليه: البخاري، كتاب الأنبياء، باب: فقه يأجوج ومأجوج، برقم: (3346، 2598)، ومسلم، كتاب الفتن، باب اقتراب الفتن وفتح ردم يأجوج ومأجوج برقم (2880).

 



بحث عن بحث