الـمسألة السادسة عشرة:

مهمة الآمر والناهي الأمر والنهي فحسب

مما يدل عليه الحديث: أن الإنسان عليه الأمر والنهي، وليس عليه القبول.

ووجه الدلالة: أنه جعل هذا الأمر درجات حتى جعله على القلب، وقال: «ذلك أضعف الإيمان»، فلو كان القبول واجبًا ويترتب على الإنسان العمل، وليس عليه القبول دلت عليه نصوص الكتاب والسنة: ﴿ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ([2]) وقصة الرسول صلى الله عليه وسلم مع عمه أبي طالب حيث أراد هداية عمه حتى آخر لحظة من حياته وهو يقول له غ: «يا عم! قل لا إله إلا الله. كلمة أحاج لك بها عند الله»(

ولم يقلها أبو طالب، ومع ذلك لم يترتب إثم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم قبول أبي طالب لهذه الدعوة. فدل على أن للمسلم أن يأمر وينهى، وليس عليه قبول المأمور لما أمر به ونهى عنه.

وهذا بلا شك رحمة من الله -سبحانه وتعالى- حيث لم يرتب الأجر على قبول المأمور، بل على الأمر والنهي.

ومن ناحية أخرى يعطي تشجيعًا للآمرين والناهين أن يقوموا بمهمتهم استجاب الناس لهم أم لم يستجيبوا، وفي الحديث المشهور: «أن النبي يُبعث ومعه الرهط، والنبي يبعث ومعه الرجل والرجلان، والنبي يبعث وليس معه أحد»(

([2]) جزء من حديث رواه البخاري في كتاب الجنائز، باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله برقم (1360)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لـم يشرع في النزع برقم (24).

([3]) جزء من حديث رواه البخاري في كتاب الطب، باب من لم يَرقِ برقم (5752)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب برقم (220).

([1]) جزء من حديث رواه البخاري في كتاب الجنائز، باب إذا قال المشرك عند الموت: لا إله إلا الله برقم (1360)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت ما لـم يشرع في النزع برقم (24).

 



بحث عن بحث