الـمسألة الثالثة والعشرون:

من وسائل إنكار المنكر

ما وسائل إنكار المنكر؟

بين الحديث درجات إنكار المنكر: اليد.. اللسان.. القلب. وقد سبق بيانها، وهنا نزيدها إيضاحًا.

1-   باليد لمن له ذلك كالوالد والسلطان.

2-   اللسان وهذا كثير جدًّا: النصيحة المباشرة.. الرسالة.. الكتاب.. المحاضرة.. الندوة.. المشاركة في أفعال الخير.. خطبة الجمعة.. الخلق الكريم.. تشجيع أهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدفاع عنهم، وعدم تنقّصهم... إلخ.

3-   القلب لمن عجز عن ذلك كله، بأن يبغض المنكر، وتظهر عليه علامات ذلك البغض، وإن استطاع الخروج من المجلس فهذا هو المطلوب؛ ليدل على إنكاره.

يقول الإمام أحمد: «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالجهاد، يجب على الواحد أن يصابر في الاثنين، ويحرم عليه الفرار منهما، ولا يجب عليه مصابرة أكثر من ذلك، وإن احتمل الأذى وقوي عليه فهو أفضل.

ولا شك أن المتأمل في حال الداعين والمنكرين أنهم يسمعون أذى من الناس وسخرية واستهزاءً، كما وقع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال ÷يحكي نبيًّا من الأنبياء: «اللهم اغفر لقومي؛ فإنهم لا يعلمون»([2])، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاّه الله عليكم»(أن يعرف ما يأمر به وينهى عنه.

2-  يكون رفيقًا فيما يأمر به وينهى عنه.

3-  صابرًا على ما جاءه من الأذى.

وأنتم تحتاجون للحرص على فهم هذا والعمل به؛ فإن الخلل إنما يدخل على صاحب الدين من قلة العلم، أو ضعف الفهم والفقه، ويذكر أهل العلم أن إنكار المنكر إذا كان يحصل بسببه افتراق لم يجز إنكاره، فالله الله في العمل بما ذكرت لكم، والثقة فيه؛ فإنكم إن لم تفعلوا صار إنكاركم مضرة على الدين. المسلم ما يسعى إلا لما فيه صلاح دينه ودنياه». اهـ.


([2]) سورة آل عمران، الآيتان: (102، 103).

([3]) رواه أحمد في باقي مسند المكثرين، برقم (8581).



بحث عن بحث