الوقفة الثالثة

إن المتأمل في أحوال كثير من المسلمين يجد أنهم لم يحفظوا الله، تعالى في هذه الدنيا، فيعرضون أنفسهم لعدم حفظ الله لهم في الدنيا والآخرة.

ففي جانب الأوامر والواجبات نجد تقصيرًا بيِّنًا، فكثير من الناس يتكاسل عن الصلوات، أو لا يؤديها في أوقاتها، أو لا يبالي بها، وكثير من الناس لا يراعي حق الله في ماله، ولم يدقق في مصادر دخوله وخروجه، أمن الحل أم من الحرام؟ ولا يبالي في إخراج زكاته، وهكذا.

وفي جوانب التربية والأسرة نجد الكثير ممن تساهل في تنشئتهم وتربيتهم، فتهاون في أوامر ربه ونواهيه، فلا يأمرهم بالخير، ولا ينهاهم عن الشر، وبالتالي ترتكب المنكرات، وتفشو المعاصر والآثام، وكأن الأمر لا يعنيه.

وفي جوانب المنهيات نجد تساهلاً بيِّنًا، فالغيبة والنميمة والكذب، وفعل الفاحشة أو التساهل فيها، ونحو ذلك صار أمورًا هيِّنة عند بعض الناس، هل هؤلاء وأمثالهم حفظوا الله تعالى؟ وهل استعدوا لما أمروا بالاستعداد له يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم.

وفي الجوانب المالية نجد تعاملاً بالحرام دون حياءٍ من الله تعالى، أو خوف من عقابه، فمن متعامل بالربا والغش والخداع، ومن آكل أموال الناس بالباطل، ومن مبذر ومسرف في الملهيات وغيرها.

وفي جانب العلاقات الاجتماعية والتكاسل فيها مثل عقوق الوالدين، وقطيعة الأرحام، والتعامل مع الناس بالجفاء والغلظة ونحوها. هذا فضلًا عما حصل في هذا الزمن من الضعف البيّن في الجوانب العقدية، مثل: التعلق بالأموات، والتوسل بالأضرحة والأولياء، ودعائهم من غير الله تعالى، والركون إلى السحرة والدجالين، والكهنة والمشعوذين. إلى غير ذلك مما ينبئ عن واقع خطير، فعلى كل مسلم ومسلمة أن ينتبها إلى ذلك قبل أن يقول كل واحد: ليت.. يا ليت! ولا تنفع شيئًا ليت.



بحث عن بحث