شهر رمضان (1 – 1 )

شهر الصوم ينادي : يا باغي الخير أقبل

شهر رمضان شهر عظيم مبارك ، فرض الله صيامه ، وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، هي ليلة القدر نزل فيها القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، وقد نوع الله تبارك وتعالى للناس الطاعات في هذا الشهر المبارك ، ليرى تنافسهم فيه ، فعلى كل مؤمن أن يجد ويجتهد وينافس في الخيرات ويتسابق إلى أبواب الطاعات ، فإن المحروم من حرم الخير في هذا الشهر، وحتى يحرص المؤمن على اغتنام هذا الشهر اغتناما يتناسب مع قدره العظيم نقدم هذه الحلقات التي تتضمن فضائل الصيام وحكمه :

فضائل الصيام وحكمه

1 - الصيام من الأعمال التي يُعِدُّ الله بها المغفرة والأجر العظيم؛ لقول الله تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا)[ سورة الأحزاب /35 ].

2 - الصيام خير للمسلم لو كان يعلم؛ لقول الله تعالى: (وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون)[ سورة البقرة / 183 ].

3 - الصيام سبب من أسباب التقوى ووسيلة كبرى من وسائل التحقق بها  لقول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون) [ سورة البقرة / 183 ].

4 - الصوم جُنة، يستجنُّ بها العبد المسلم من النار؛ لحديث جابر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:(قال ربنا - عز وجل -: الصيامُ جنةٌ يستجنُّ بها العبدُ من النار(1)، وهو لي وأنا أجزي به )(2)

5 - الصيام جُنّةٌ من الشهوات؛ لحديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -، قال: لقد قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم؛ فإنه له وِجاءٌ)(3) .

6 - صيام يوم في سبيل الله يباعد الله النار عن وجه صاحبه سبعين سنة؛ لحديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:( من صام يوماً في سبيل الله بَعَّدَ الله وجهه عن النار سبعين خريفاً )(4)

وقد قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((من صام يوماً في سبيل الله))، (أي: في طاعة الله، يعني: قاصداً به وجه الله تعالى، وقد قيل عنه: إنه الجهاد في سبيل الله)(5) ، وقال الإمام النووي رحمه الله: ((فيه فضيلة الصيام في سبيل الله، وهو محمول على من لا يتضرر به، ولا يفوت به حقاً، ولا يختل به قتاله ولا غيره من مهمات غزوه، ومعناه: المباعدة عن النار، والمعافاة منها، والخريف السنة، والمراد به سبعين سنة)(6)

_____________

(1) الصوم جُنَّةٌ: أي يقي صاحبه من النار، والجنة: الوقاية. [النهاية في غريب الحديث باب الجيم مع النون، مادة جنن، 1/ 308].

(2) أخرجه أحمد، 23/ 33، برقم 14669، و23/ 411، برقم 15264، وقال محققو المسند:((حديث صحيح بطرقه وشواهده)).

(3) متفق عليه: البخاري، كتاب الصوم، باب الصوم لمن خاف على نفسه العُزبة، برقم 1905، ومسلم، كتاب النكاح، باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه، ووجد مؤنة، واشتغال من عجز عن المؤنة بالصوم، برقم 1400.

(4) متفق عليه: البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب فضل الصوم في سبيل الله، برقم 2840، ومسلم، كتاب الصيام، باب فضل الصيام في سبيل الله لمن يطيقه بلا ضرر ولا تفويت حق، برقم 1153.

(5) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 3/ 217.

(6) شرح النووي على صحيح مسلم، 8/ 281،وانظر: فتح الباري لابن حجر،6/ 48.



بحث عن بحث