آثار العمل الإيجابي على النفس والمجتمع (2-7)

ثانيًا: العمل الإيجابي يؤدي إلى الراحة النفسية:

حين يقوم المؤمن بأي عمل إيجابي فإنه يحقق بذلك أمرين:

- طاعة الله تعالى من خلال الامتثال لأوامره والانتهاء عن نواهيه.

- جلب المنفعة الذاتية لنفسه، والمنفعة العامة لغيره.

ونتيجة لهذين الأمرين ينزل الله تعالى على النفس السكينة والطمأنينة، لأن العبد يحسّ أنه يؤدي رسالته الحقيقية في الحياة حسب استطاعته وإمكاناته، ويزداد حجم السكينة والهدوء في النفس حين يقرأ كلام الله تعالى ووعده له بحفظه وحمايته وتكفله بتحقيق الأمن والسعادة له كما في قوله جل شأنه: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}(1).

كما أعدّ الله تعالى لعباده الصالحين الذين يتحركون وفق تعاليم القرآن والسنة النبوية، الأجر والمثوبة، لأنهم يعمّرون الأرض بما ينفع الناس، وينشرون الهدى فيهم، ويصلحون بينهم، ويقضون حوائجهم، يقول تبارك وتعالى: {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا}(2)، ومن الخير الراحة النفسية والسعادة والطمأنينة.

يقول عليه الصلاة والسلام: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة»(3).

كما أشار عليه الصلاة والسلام إلى الأثر النفسي الكبير الذي تتركه إقامة الصلاة على الإنسان، من الراحة والهدوء والسكينة، فقال ﷺ: «وجعلت قرة عيني في الصلاة»(4).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [البقرة: 277]

(2) [النساء: 114]

(3) أخرجه البخاري (ص394، رقم 2442) كتاب المظالم، باب لا يظلم المسلم المسلم ولا يسلمه. ومسلم (ص1129، رقم 6578) كتاب البر والصلة، باب تحريم الظلم.

(4) أخرجه النسائي (7/61، رقم 3939) كتاب عشرة النساء، باب حب النساء. وأحمد (1/197، رقم 1702).



بحث عن بحث