شروط الدعاء

ثالثًا: حضور القلب أثناء الدعاء:

ينبغي أن يكون العبد الداعي، حاضر القلب أثناء الدعاء، يعلم ما يقول، بحيث يتوافق قلبه ويتفاعل مع ما يتضرع به إلى الله تعالى، من ثناء وتعظيم ومن سؤال وشكوى، فلا يكون بلغة غامضة وكلمات مبهمة، كما لا تكون حاله وفكره وقلبه غافلاً عما يقوله ويدعو به، يقول عليه الصلاة والسلام: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاهٍ»(1).

رابعًا: إطابة المال والمطعم والمشرب:

يقول تبارك وتعالى:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}(2)، فمن أهم شروط قبول الأعمال ودلالاته عند الله تعالى، توفر تقوى الله تعالى وخشيته في النفس، ومن أهم مقتضيات ذلك هو البعد عن محارم الله تعالى ونواهيه.

وقد ذكر رسول الله ﷺ إحدى هذه المحظورات التي تعيق الدعاء ويمنع القبول وهي تناول المال الحرام عن طريق الربا أو الرشوة أو السرقة أو الغصب وغيرها، ثم استخدام هذا المال في الملبس والمطعم والمشرب وسائر شؤون الحياة، قال عليه الصلاة والسلام: «يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}(3). وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ}(4). ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا ربّ يا ربّ ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام فأنّى يستجاب لذلك»(5).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه الترمذي (ص794، رقم 3479) كتاب الدعوات، باب في إيجاب الدعاء بتقديم الحمد والثناء والصلاة على النبي ﷺ. والحاكم (1/670، رقم 1817). قال الحاكم: صحيح الإسناد.

(2) [المائدة: 27]

(3) [المؤمنون: 51]

(4) [البقرة: 172]

(5) أخرجه مسلم (ص409، رقم 1015) كتاب الزكاة، باب قبول الصدقة من الكسب الطيب.



بحث عن بحث