أنواع الدعاء

يمكن تقسيم الدعاء إلى قسمين وفق مضمونه والحالة التي تدفع صاحبه إليه:

1- دعاء المسألة: وهو ما يسأله العبد من ربه لجلب الخير والمنفعة له، وكشف الضر والأذى عنه ودفعه. كمن يقول: اللهم ارحمني واغفر لي وعافيني واعف عني، أو يقول: ربِّ اشرح لي صدري ويسِّر لي أمري واكشف الضر عني، وهكذا.

فمن دعاء المسألة ما وصى به النبي عليه الصلاة والسلام ابن مسعود بقوله: «احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعت على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف« (1).

2- دعاء العبادة: فهو شامل لجميع القربات من الطاعات والعبادات القولية والفعلية، كالصلاة والصيام والزكاة والجهاد والإحسان إلى الناس والدعوة إلى الله وقراءة القرآن والأذكار، وجميع ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى. والشاهد على ذلك قوله تعالى:{وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(2). ويقول عليه الصلاة والسلام: «الدعاء هو العبادة«(3).

وبهذا ؛ فإن مفهوم دعاء العبادة أشمل من دعاء المسألة، بل إن دعاء المسألة يدخل في دعاء العبادة، لأنه لون من ألوان العبودية لله تعالى حين يقف العبد بين يدي ربه ويدعوه بإسباغ النعم عليه وكشف الضر عنه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه الترمذي (ص572، رقم 2516) كتاب صفة الجنة، باب حديث حنظلة. وأحمد (1/293، رقم 2669). قال الترمذي: حسن صحيح.

(2) [غافر: 60]

(3) سبق تخريجه.



بحث عن بحث