القرآن الكريم وأثره النفسي

3- المعاملات:

تشتمل المعاملاتُ في كتاب الله الأحوالَ الشخصية، والأحكام المالية، وأحكام القضاء والدعاوى والجنايات، وأحكام السياسة الداخلية بين الحاكم والمحكوم في الحقوق والواجبات، وكذلك الأحكام الدولية المتعلقة بسياسة الدولة مع غيرها من الدول، ومن تلك الشواهد: قوله جل شأنه:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا..}(1)، وقوله تعالى: {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}(2)، وقوله جل ثناؤه: {وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(3).

4- الأخلاق:

وهي الخصال النفسية التي تتوافق مع الفطرة الإنسانية السليمة، حيث تضبط حركة الإنسان وتقوّمها في أفعاله وأقواله، فقد حرّم القرآن الكريم كل ما يتنافى مع الفطرة البشرية وتنبذها القيم الإنسانية الرفيعة كالزنا مثلاً، حيث يقول تبارك وتعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}(4)، لما لها من آثار اجتماعية وخيمة على حياة الناس.

وسورة الحجرات من السور الكريمة التي تشتمل على مجموعة كبيرة من الآداب المهمة مع الله ورسوله ﷺ ومع المؤمنين، مثل احترام المؤمن لأخيه المؤمن في التخاطب والتعامل وعدم الإساءة إليه بأي شكل أو صورة تجرح مشاعره وكرامته، يقول تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}(5).

5- القصص:

ويدخل فيه أخبار الأمم السابقة وأحوالهم والدروس والعبر المستقاة منها، لا سيما أخبار الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والأحداث التي كانت تحل بهم أثناء الدعوة إلى الله، وموقف المعاندين والمتكبرين منها، يقول تبارك وتعالى: {أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ ۚ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ ۖ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}(6)، ومن هذه القصص والأخبار قصة أهل الكهف وذي القرنين والخضر في سورة الكهف، وغيرها من الأخبار لتأخذ منها الأمة دروسًا في الدعوة إلى الله والصبر على مخاطرها وخطوبها، كما كانت حال سلفهم الصالح عليهم السلام.

6- الوعد والوعيد:

لقد اشتمل القرآن الكريم على تحديد الجزاء والمثوبة للمؤمنين الصادقين الذين يؤدون حقوق الله تعالى وحقوق عباده، ويسعون في الأرض لعمارتها ونشر الخير فيها، كما حدّد في المقابل عقوبة المعرضين عن دين الله ويسعون في الأرض فسادًا، يقول تبارك وتعالى:{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ . وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}(7).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [البقرة: 282]

(2) [البقرة: 179]

(3) [الأنفال: 61]

(4) [الإسراء: 32]

(5) [الحجرات: 11]

(6) [التوبة: 70]

(7) [الزلزلة: 7-8]



بحث عن بحث