الحكم الشرعي للتفاؤل والتشاؤم

تعددت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة ومن أقوال أهل العلم حول وجوب التفاؤل في الحياة ونبذ التشاؤم والطيرة وغيرها من ألوان اليأس على الإنسان، ومن تلك الأدلة:

أولاً: من القرآن الكريم:

1-قوله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: {وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}(1).

2-قولـه جـل وعـلا: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(2).

3-قوله تبارك وتعالى عن قوم صالح: {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ}(3).

أي: ما رأينا على وجهك ووجوه من اتبعك خيرًا. وذلك أنهم- لشقائهم – كان لا يصيب أحداً منهم سوءٌ إلا قال: هذا من قبل صالح وأصحابه. فقال: {قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ} أي: الله يجازيكم على ذلك، بل أنتم قوم تستدرجون فيما أنتم في الضلالة(4).

4-قوله جل ثناؤه عن قوم فرعون: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَٰذِهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ ۗ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}(5).

أي: إذا جاءهم الخصب والرزق قالوا: أن هذا ما نستحقه، وإذا أصابهم قحط وجدب بسبب موسى ومن معه، فيقول: {أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ}، أي مصائبهم عند الله(6).

ثانيًا: من السنة النبوية:

1-قوله ﷺ: «لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر«(7).

2-قوله ﷺ: «لا عَدْوَى وَلاْ طِيَرَةَ وأُحِبُّ الفَأْلَ الصَّالِح«(8).

3-قوله عليه الصلاة والسلام: «لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ» قالوا: وَمَا الْفَأْل؟ُ قَالَ: «كَلِمةٌ طيِّبَةٌ«(9).

4-عن عروة بن عامر رضي الله عنه قال: ذكرت الطيرة عند النبي ﷺ فقال: «أحسنها الفأل ولا ترد مسلما فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهُمّ لاْ يأتِي بالحَسَنَاتِ إلا أنْت ولا يَدْفَعُ السَيّئَاتِ إلا أنْت ولا حَوْلَ وَلاْ قُوّةَ إلا بِكَ«(10).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [ يوسف: 87]

(2) [الزمر: 53]

(3) [النمل: 47]

(4) تفسير القرآن العظيم 3 / 455.

(5) [الأعراف: 134]

(6) تفسير القرآن العظيم 2 / 303 .

(7) أخرجه البخاري (ص1016، رقم 5757) كتاب الطب، باب الجذام. ومسلم (ص985، رقم 2220) كتاب السلام، باب لا عدوى ولا طيرة

(8) سبق تخريجه.

(9) أخرجه البخاري (ص1019، رقم 5776).

(10) أخرجه أبو داود (ص556، رقم 3919) كتاب الطب، باب لا عدوى.



بحث عن بحث