ثانيًا: الاستقامة في العبادة

إذا استقام الإنسان عقديًا، وصار لديه يقينًا بأركان الإيمان الستة، فإن هذه الاستقامة وهذا اليقين الصحيح يؤثر على سلوكه العملي، وينعكس على واقعه، في عباداته وعلاقاته مع الناس، فالاستقامة في العقيدة هي التصور الصحيح والاستقامة في العبادة هي ترجمة هذا التصور إلى واقع ملموس، من خلال وظيفة الإنسان التي كلفه الله بها في الأرض وهي استخلافه وعبادته، لقوله جل ذكره: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}(1)، وأجلى صور الاستقامة في العبادة هي أداء أركان الإسلام من صلاة وصيام وزكاة وحج، لأنها تعدّ سنام العبادات جميعها، وهي الثمرة الأولى لاستقامة العقيدة، لأن من أهم مقتضيات استقامة العقيدة أن هذا الإله الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه، وبعث مع كل مخلوق رزقه، وبيده مقاليد أمور الكون، وإليه معادها، إن هذا الإله هو الوحيد الذي يستحق العبودية، ويستحق أن توجه إليه الأعمال، فثمَّة علاقة وطيدة بين استقامتي العقيدة والعبادة، يقول تبارك وتعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}(2).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) [الذاريات: 56]

(2) [الأنعام: 162]



بحث عن بحث