ثانيًا: الموقف السلبي

ويتمثل في:

1 – التحسر على الماضي: وذلك بالجزع والتضجر من مرضه وبلائه، وعدم الصبر عليه، والإكثار من الشكوى والنجوى للناس من غير أن يحيل الأمر إلى الله تعالى.

2 – لوم النفس: من خلال التأسف على أمور مقدرة عليه كأن يقول لو أني فعلت كذا ما صار كذا، فيعيش طول مرضه ومعظم أوقاته في حالة التأنيب النفسي، وهذا يولد قلقًا واضطرابًا نفسيًا ربما يحدث خللاً في تصرفاته وسلوكه مع الناس.

3 – التعلق بالمخلوقين: من المشعوذين والسحرة ليجدوا لمرضه علاجًا أو دواء، دون أن يلجأ إلى الله تعالى، وهذا خدش في العقيدة والإيمان، لأن المشعوذين لا يملكون من أمرهم شيئًا فكيف بهم أن يشفى الناس على أيديهم وهم الذين يتعاملون بالكفر والشرك مع شياطين الجن، وقد نهى رسول الله ﷺ الذهاب إليهم قائلاً: «من أتى عرّافًا فسأله عن شيء لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة»(1).

آثار هذا الموقف:

1– إن قدر الله تعالى واقع لا محال، وأن الجزع والتضجر لا يغير من الأمر شيئًا.

2– إن السخط لقدر الله وأمره، دليل على ضعف الإيمان بالله تعالى، وألوهيته وربوبيته.

3– إن الله تعالى يسخط من عباده المتضجرين من قدره، لقوله ﷺ: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط»(2)

4– إن الحسرة والسخط والندامة ينتج عنها أمراض نفسية خطيرة، مثل الاكتئاب والقلق وعدم الإنتاج، وغيرها. مما يهيئ الجسم لاستقبال أمراض عضوية أخرى.

5– التعامل السلبي في الحياة، سواء في الأمور الدينية من تقصير في أداء الواجبات والفروض، أو في الأمور الدنيوية من إساءة الخلق والحسد والحقد مع المجتمع من حوله.
----------------------

(1)أخرجه مسلم (ص 990، رقم 2230) كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان. وأحمد (2/429، رقم 9532).

 

(2) أخرجه الترمذي (ص546، رقم 2396) كتاب الزهد، باب الصبر على البلاء. وابن ماجه (ص582، رقم 4031) كتاب الفتن، باب الصبر على البلاء. وهو حديث صحيح.



بحث عن بحث