أسباب ورود الحديث

يعد موضوع (أسباب ورود الحديث) من الموضوعات المهمة في علوم الحديث الشريف المتعلقة بالمتن، وقد اعتنى المحدثون والفقهاء بهذا النوع من أنواع علوم الحديث، وحرصوا على إبرازه وضبطه لما له من أثر في فهم النص، وضبط الاستنباط منه.

وسوف نعرض في هذه الزاوية لهذا الموضوع من خلال جانبين:

الجانب الأول: التأصيل.

الجانب الثاني: التطبيق.

الجانب الأول: التأصيل، وفيه أربعة مباحث:

المبحث الأول: تعريف (أسباب ورود الحديث)

هو ما ذكر الحديث بشأنه وقت وقوعه.

فقولنا (بشأنه) أي: لأجله وبسببه، وقد يكون هذا الأمر حادثة وقعت أو سؤالاً طرح، أو نحو ذلك.

وقولنا (وقت وقوعه) خرج به ما ذكر في بعض الأحاديث من الأخبار عما وقع في الزمن الماضي، كقصص الأنبياء ونحوها.

وهو بهذا يتشابه إلى حد كبير مع (أسباب النزول) في علوم القرآن الكريم، قال السيوطي (911هـ): "إن من أنواع علوم الحديث: معرفة أسبابه، كأسباب نزول القرآن"(1).

وقال الحسيني (1120هـ): "اعلم أن أسباب ورود الحديث كأسباب نزول القرآن" (2).

واعتناء العلماء بأسباب نزول القرآن، وأسباب ورود الحديث يجلي عناية العلماء من السلف والخلف بهذين المصدرين الأصليين: الكتاب والسنة.

المبحث الثاني: أقسام الحديث من حيث سبب الورود

قال الحسيني: "الحديث الشريف في الورود على قسمين: ماله سبب قيل لأجله، وما لا سبب له"(3).

ومن هنا يتبين أنه يمكن تقسيم الأحاديث من حيث سبب الورود إلى قسمين:

1-         أحاديث ابتدائية.

وهو ما ذكر دون ورود سبب يقتضيه، وأمثلة ذلك كثيرة، ومنها ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت"(4).

2-    أحاديث سببية.

وهو ما تقدمه سبب اقتضى وروده.

 

الهوامش:

 (1) أسباب ورود الحديث (ص: 107).

 (2) البيان والتعريف (1/32).

 (3) البيان والتعريف (1/32).

 (4) رواه البخاري(8)، ومسلم(16).



بحث عن بحث