أسباب الوقوع في هذه الانحرافات المنهجية

تلك رؤوس المناهج الخاطئة في فهم السنة النبوية وتطبيقها ويتفرع عنها مناهج متعددة لكنني اكتفيت بها لتدل على غيرها كما أسلفت في مقدمتها.

وهنا أذكر أهم الأسباب المنهجية المؤدية إلى الوقوع في هذه المناهج المنحرفة – باختصار- لأنه ليس المراد بالبحث ولكن للإشارة المفيدة.

1- الجهل: وهو الآفة الكبرى. والمراد بالجهل هنا الجهل بكليات الدين أو بمنطلقاته الكبرى كالاستسلام لله عز وجل ولشرعه أو بمصادر التشريع، ونحو ذلك.

2- اتباع الهوى: وهذا من أعظم الأسباب فهو الذي قاد أصحاب المذاهب إلى الانحراف والزيغ، وذلك عندما يغلب هوى النفس على الشرع، أو تحكم في الأهواء في التشريع.

3- تحكيم العقل وتنزيله فوق منزلته، وهذا غرور شيطاني، وقد سبق الحديث عنه، وهو ما أوقع كثيرًا من متأولة العصر في انحرافاتهم المنهجية، وموقفهم المتردد من الشرع بعامّة والسنة بخاصّة.

4- ضعف الإيمان بالله سبحانه، ومن ثم يضعف عنده النظر في الأدلة الشرعية، ولذا ركز القرآن الكريم على هذه القضية؛ لأنه بدونها يقل احترام الأدلة واستشعار عظمتها ويضعف الاهتمام بمصدرية الدين فتضطرب الضوابط لديه.

5- الانهزام أمام الكفر وأهله، فيجاملونهم بأحكام يظنون أنهم يرضونهم بها على حساب فهم الدين رفضًا أو تأويلًا، وهذا أوقعهم في تقليد الآخرين ومشاكلتهم، وأصبح الحق ما يراه أولئك، والباطل مالا يروه.

6- الكبر والتعالي حتى على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، وهذا يؤدي إلى العجب بالنفس والزهو فيرى نفسه أعظم من الدليل بل هذا الذي قاد الشيطان لعدم السجود لآدم عليه السلام كما أمره الله تعالى فانحرف الانحراف الخطير، ولذا فمن اتصف بهذه الصفة فلا شكَّ أنها ستنحرف به، ويضل الطريق الصحيح، وهو ما أوقع كثيرًا من قادة الضلال لأنهم رأوا أن النصوص أصغر منهم فضلّوا وأضلّوا.

¡¡¡

وهذه الأسباب قد تجتمع، وقد ينفرد بعضها عن بعض.

ولا شكَّ أن تلك المناهج بانحرافاتها تختلف فيها زاوية الانحراف فقد تصل إلى الكفر – والعياذ بالله – كما في المنهج الأول، وقد تكون أقل من ذلك بكثير فيكون خطأ وانحرافًا كما في المنهج الرابع، أسأل الله تعالى أن يرزقنا الثبات على دينه، والسير على منهاج نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يعصمنا من الزلل والانحراف، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه سميع قريب مجيب.



بحث عن بحث