r   رابعًا: الموت:

هو الفاصل بين الدنيا والآخرة، فهو الذي ينقل الإنسان من حياته الدنيوية الزائلة إلى حياته الأخروية الأبدية، والموت سنة كونية وحقيقة قائمة لا ينجو منها أحد من الكائنات حتى الملائكة نفسها، يقول الله تعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴿26 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾، ويقول جل وعلا: ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يذكّر الصحابة ن بالموت، ويحثهم على تذكره والتفاعل معه بوصفه نهاية حياة الدنيا وبداية الدخول إلى الآخرة، لأنه يدفعهم إلى الطاعة والقرب من الله تعالى والقيام بالأعمال الصالحة، يقول عليه الصلاة والسلام: «أكثروا من ذكر هاذم اللذات».

فالعاقل هو الذي يستثمر أعماله في الدنيا ويجعل له رصيدًا في الآخرة، والعاجز والغافل من يلهو ويغفل عن الآخرة ويضيّع عمره وأوقاته في الشهوات والمعاصي، يقول عليه الصلاة والسلام: «الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنّى على الله الأماني» .

وذكرنا هنا للتنويه عن الموت لأنه مرتكز أساس في العملية التربوية وبخاصة في هذه القاعدة التي توجهنا إلى ربط شؤون الحياة الدنيا بالآخرة.

وعند النظر في حياة الناس تجاه الموت نجد سلوكًا ونظرات ومناهج متنوعة:

- فمنهم من لا يتذكره فيفاجئه الموت، ولم يستعد لما بعده.

- ومنهم من استولى عليه فأقعده عن العمل، فصار موقفه سلبيًا.

- والصواب: أن نتذكر الموت التذكر الإيجابي، الذي يدفعنا للتصور الصحيح، ومن ثَمَّ للعمل الجاد، والاستعداد المناسب لما بعده.

ومن هنا جاءت النصوص بضرورة تذكره مثل قوله تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾، وقوله عليه الصلاة والسلام السابق ذكره: «أكثروا من ذكر هاذم اللذات» .



بحث عن بحث