r   رابعًا: المرأة الأخت:

والأخت هي شقيقة الرجل، تشاركه الحياة منذ طفولته وقد أقرّ لها الإسلام حقوقها الإنسانية والمالية والثقافية، يقول عليه الصلاة والسلام: «إن النساء شقائق الرجال».

ومصداقًا لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ .

مكانة المرأة في الهدي النبوي:

ويمكن بيان مكانة المرأة الحقيقية في حياته عليه الصلاة والسلام من خلال إرسائه لبعض الدعائم التي كانت ترجمة واقعية في حياته اليومية، وحديثًا يردده على الملأ في بيته مع أزواجه، وفي المجتمع على الصحابة رضوان الله عليهم، ومن أهم هذه الدعائم:

1 ـــ الحب :

لقد أرسى الرسول الأمين عليه الصلاة والسلام هذه الدعامة منذ اللحظة الأولى في حياته الاجتماعية، فقال عليه الصلاة والسلام: «حبب إليّ من الدنيا النساء والطيب، وجعل قرة عيني في الصلاة». وكانت حياته ترجمة لهذا المقال، فقد تزوج خديجة ك وكانت من أحب الناس إليه، حيث وقفت إلى جانبه تسانده في الدعوة إلى آخر حياتها، وبقي هذا الحب قائمًا يعيشه كل يوم حتى لحق بالرفيق الأعلى، حيث كان يذكرها بخير دائمًا، ويذكر أفضالها، وكان يوقر صاحباتها، برًا بها ك، قال «بشروا خديجة ببيت من الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب».

ثم كان هذا الحب لزوجاته عليه الصلاة والسلام، وكان سلوكه اليومي معهن مضرب مثل للحب الصادق الذي لا بد أن ينبت في كل أسرة، بين الأزواج وبين الأبناء، فها هو عليه الصلاة والسلام يؤاكل الحائض منهن ويشرب من سؤرها وينتفع بفضلها، تقول عائشة ك: كنت أشرب وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فيَّ، فيشرب، وأتعرق العرْق وأنا حائض، ثم أناوله النبي صلى الله عليه وسلم، فيضع فاه على موضع فيَّ".

إن هذا الحب من رسول الأمة صلى الله عليه وسلم لزوجاته رضي الله عنهن، يجلي الغبش والغمام لأولئك العميان من البشر الذين يريدون إخفاء الحقائق، وتشويه الصورة التي عليها المرأة في الإسلام وفي حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.



بحث عن بحث