القاعدة السابعة:

مباشرة العمل وعدم التأجيل

المراد بالقاعدة:

إنه إذا اتضحت الصورة، واكتمل التخطيط، وحان وقت التنفيذ، لابد من القيام بالعمل مباشرة والابتعاد عن التكاسل والمماطلة والتسويف فيه، لأن التأخير غير المبرر يؤخر النجاح ويعرضه للضعف أو الفشل، لذا، حين نزل الله تعالى: âيَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴿1 قُمْ فَأَنْذِرْ á لبى النبي صلى الله عليه وسلم النداء مباشرة وبدأ بإعلان دعوته والجهر بها.

وكذلك حين نزل قوله تعالى: âوَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ á صعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصفا فجعل ينادي يا بني فهر، يا بني عدي، لبطون قريش حتى اجتمعوا، فجعل الرجل إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولًا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم ما جربنا عليك إلا صدقًا، قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تبًا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا، فنزلت: âتَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴿1 مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ á.

فالتسويف يحرم صاحبه من النجاح في الدنيا، ويحرمه الجزاء الأوفى في الآخرة، قال الله تعالى: âوَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ á.

والتسويف والتأجيل للواجبات غير مبرر البتة ويعرض صاحبه إلى المساءلة والعقاب من الله، خاصة إذا تعلق الأمر بالعبادات والفرائض كالصلاة والصيام والزكاة وغيرها، ويُحسب من الذين يقولون ما لا يفعلون، قال الله تعالى: âيَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ﴿2 كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ á.

قال الحسن البصري: «ابن آدم إياك والتسويف فإنك بيومك ولست بغد فإن يكن غدًا لك فكن في غد كما كنت في اليوم».

وقد جاء عن السلف قولهم: «من استعمل التسويف طالت حسرته يوم القيامة».

والمثل يقول: من عاش على الأمل ـ بدون فعل ـ مات صائمًا. أي لم يحقق شيئًا.

فقوة النجاح في الفعل والعمل، والحكمة الصينية تقول:

ـ أنا أسمع وأنسى، وأرى وأتذكر، وأفعل وأفهم.

ومثال على ذلك: في الأهداف الأسرية:

الهدف: تربية الولد على حفظ القرآن الكريم.

التخطيط: أن يحفظ الولد كل يوم نصف صفحة ليتم حفظه للقرآن الكريم في سنتين.

يبدأ الأب العمل بالأولويات، فيخصص الوقت، ويدرس قدرات الابن، ويجهز الحوافز، ثم يحدد البداية في اليوم المعين، وينطلق.

مثال آخر: في الأهداف المالية: تحديد الدخل بمبلغ مالي كذلك في الخطوات نفسها.

معوقات التنفيذ :

إن العدو الأكبر للإنسان هو الشيطان، الذي يحاول إيقافه عن أي عمل صالح أو مشروع خيري، فيصنع أمامه العقبات الكثيرة، منها:

1 ـــ الخوف بأشكاله السلبية، منها:

أ ـ الخوف من الفشل، وهذا النوع يسيطر على الكثيرين من أصحاب المشاريع الطموحة، أو الأعمال الجليلة، فيخاف الفشل فيحجم عن مشاريعه وأهدافه.

ب ـ الخوف من المجهول، فلا يحدد صاحب المشروع أحيانًا خوفًا معيّنًا، لكنه يهاب ويخاف من المستقبل، الأمر الذي يمنعه من العمل وتنفيذ مشاريعه.

ج ـ الخوف من عدم تقبّل الآخرين لمشروعه المنشود، فيعلق الإنسان عندها نجاحه بقبول الآخرين أو عدم قبولهم، وبماذا سيقوّمون؟ وبأي منظار سيقوّمون؟ ونحو ذلك. وبهذا يضع نفسه ومشروعه تحت أحكام الناس وآرائهم.

2 ـ المماطلة: حيث تمضي الأيام والشهور ولم يبدأ تنفيذه، وقد سبقت الإشارة إلى (السين وسوف)، وأثرهما على التنفيذ.

3 ـ عدم اكتمال عناصر المشروع، وهذا من الاستعجال في الخطوات السابقة، فيتعرض المشروع لعدم التنفيذ.

معالجة المعوقات :

من أهم ما تعالج به تلك المعوقات:

1 ـ التعلق بالله عزَّ وجلَّ.

2 ـ اكتمال الخطوات السابقة.

3 ـ عدم الاعتراف بالفشل، فالناجحون ينظرون إلى الفشل على أنه تجربة وخبرة، قيل لأحدهم: كيف نجحت؟ قال: بالقرار السليم! قيل وكيف توصلت للقرار السليم؟ قال: بالتجربة، قيل: وكيف حصلت على التجربة؟ قال: بالقرارات السيئة؟!

4 ـ التقوية الذاتية، بالقناعة بما أعطاك الله تعالى، وما توصلت إليه.

5 ـ التغذية الخارجية بالاستشارة لأهل الخبرة.



بحث عن بحث