القاعدة الرابعة: اغتنام أوقات الذروة والنشاط للأعمال المهمة

من الناس من يحبّذ العمل في فترات معينة دون الأخرى، ويكون منتجًا لها أكثر من غيرها، كمن يعمل في الصباح أكثر من المساء، حيث يزيد الإنتاج عنده في هذه الفترة، والبعض الآخر يتكاسل في الصباح ولكن الإنتاج يكون قويًا عنده في المساء.

وهذا أمر في غاية الأهمية لإدارة الحياة بصورة ناجحة، وفي هذه الحالة لابد لمن يريد النجاح أن يضع الأعمال المهمة في فترات صفاء ذهنه، وقوة نشاطه، وغزارة إنتاجه، ويؤجل الأعمال الأخرى الأقل أهمية إلى الأوقات التي يضعف فيها أو يتكاسل عن الإنجاز والإنتاج.

وحسب هذه الحالات يستطيع الإنسان أن يضع لنفسه برنامجًا يوميًا يوزع فيه نشاطه ما بين الخاص المتعلق بنفسه وحاجاتها داخل الأسرة مع الأهل والأولاد، وبين عمله خارج البيت في المؤسسة أو المحل أو السوق، حتى يحقق أكبر الإنجازات وأفضل النتائج.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يفضل فترات الصباح الباكرة لإنجاز الأعمال وكسب الأرزاق، وإعداد الجيوش، فقد دعا لأمته بالبركة والخير في هذه الأوقات، فقال: «اللهم بارك لأمتي في بكورها»، وفي رواية لأبي داود أنه صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم بارك لأمتي في بكورها» وكان إذا بعث سرية أو جيشًا بعثهم من أول النهار وكان صخر رجلا تاجرًا وكان يبعث تجارته من أول النهار فأثرى وكثر ماله.

ومن جهة أخرى، فإن طبيعة العمل أحيانًا تفرض واقعًا مختلفًا على الكوادر العاملة في بعض المراكز والشركات، فقد درج العرف العام ـ في العصر الحالي ـ على أن معظم الأعمال الرسمية، فيما يتعلق بالوزارات والجامعات والمدارس، يكون في النهار، وخصوصًا في الفترات الصباحية، وأما ما يتعلق بالحاجات المعيشية فيكون في الفترة المسائية مما يميّز النشاط التجاري في الأسواق والمراكز التجارية.

وهكذا، فإن لكل إنسان طبيعة خاصة تختلف عن غيره، ولديه من القدرات والمهارات يستطيع الاستفادة منها في الأوقات التي تناسبه، فالزمن وحدة متكاملة وغير مجزأة، والإنسان هو الذي يقسّمه وفق ذروات النشاط لديه بما يحقق لنفسه ولمجتمعه الخير والمنفعة.

قال الله تعالى: âفَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ ﴿7 وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ á.



بحث عن بحث