ثانيًا: فضله:

ورد في فضل الصيام أحاديث كثيرة منها، قوله صلى الله عليه وسلم : «قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب فإن سابه أحد، أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه».

 وقال صلى الله عليه وسلم: «الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل: إني صائم .والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به» .

قال صلى الله عليه وسلم: «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر».

فوائد وفضائل من الأحاديث السابقة:

اشتملت الأحاديث السابقة على فوائد وفضائل عدة، منها:

- أن الصيام جنة أي: سترة، ووقاية لأنه يمنع الناس من أذى بعضهم بعضا. 

فيجب على الصائم أن يصون صومه مما قد يفسده وينقص ثوابه، فقد قال أكثر أهل العلم إن المعاصي تضر بالصوم، وذلك مثل: الغيبة، والنميمة، والكذب، وغير ذلك، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».

- الخلوف هو: تغيير رائحة الفم وإنما جعله أطيب عند الله من ريح المسك، ليبين أنه وإن كان في الطباع من باب الأذى، فإنه عند الله عز وجل مرضي، حتى قال بعض أهل العلم: لا ينبغي إزالته بالسواك، وغيره كما لا يزال دم الشهيد عنه بالغسل، وأنه يثاب على الصبر عليه كما يثاب على الصبر عن الطعام والشراب، والله أعلم.

- وقد انفرد الله عز وجل بمعرفة مقدار ثواب الصيام وتضعيف حسناته بخلاف غيره من الأعمال الصالحة، فقد أطلع الله عباده على بعض ثوابها فقال تعالى في الحديث القدسي: «كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به» فالصيام خفي وثوابه خفي .

- ومن الحكم المستفادة من هذه الأحاديث، أن الصوم كفارة للذنوب، وقد بوب البخاري: باب الصوم كفارة، ثم أورد حديث حذيفة ط،  وذلك أن عمر بن الخطاب ط قال: من يحفظ حديثا، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ قال حذيفة: أنا سمعته يقول: «فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصيام والصدقة....) الحديث.

وهناك فوائد وفضائل أخرى تركت، و سيأتي شيء منها في ثنايا البحث.



بحث عن بحث