المبحث الأول

الـمفطرات الحسية

أولاً: أصول المفطرات:

من أجمع ما ذكر في أصول المفطرات، ما يلي:

1-      ما يقوي الجسم أو يغذيه.

2-     ما يضعف الجسم.

أولًا: ما يقوي الجسم أو يغذيه: وهو الأكل والشرب، وما في معناهما، فالأكل أو الشرب عمدًا يفسد الصوم؛ لقوله تعالى: âوَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ á [البقرة: 187].

الأكل: هو إدخال شيء إلى المعدة عن طريق الفم.

إدخال الشيء: يشمل ما ينفع وما يضر وما لا يضر ولا ينفع، فما ينفع؛ كاللحم، والخبز، وما أشبه ذلك. وما يضر؛ كأكل الحشيشة، والخمر وما أشبه ذلك. وما لا نفع فيه ولا ضرر؛ مثل أن يبتلع خرزة سبحة أو نحوها. ووجه العموم إطلاق الآية âوَكُلُوا وَاشْرَبُواá وهذا يسمى أكلًا. والشرب يشمل ما ينفع وما يضر، وما لا نفع فيه ولا ضرر، من ماء، أو مرق، أو لبن، أو دم، أو دخان، أو غير ذلك؛ ولأن الصوم الشرعي عبارة عن الإمساك عن الأكل والشرب ونحوها، فإذا لم يوجد ذلك لم يكن صائما شرعيا.

ويدخل في معنى الأكل والشرب، أمور، منها:

 الحقنة المغذية التي يستغنى بها عن الطعام والشراب فهذا نوع من الغذاء.

ومثل ذلك: حقن الصائم بالدم، فإنه يمد الجسم بعناصر الغذاء المغنية عن الطعام والشراب)، فتكون مفطرة؛ لأن نصوص الشرع إذا وجد المعنى الذي تشتمل عليه في صورة من الصور يحكم على هذه الصورة بحكم ذلك النص.

أما الإبر التي لا تغذي، أي: لا يستغنى بها عن الأكل والشرب، فهذه لا تفطر لأنه لا ينالها النص لفظا ولا معنى، فهي ليست أكلا ولا شربا، ولا بمعنى الأكل والشرب، والأصل صحة الصيام حتى يثبت ما يفسده بمقتضى الدليل الشرعي.



بحث عن بحث