العين:

قال في اللسان: حاسة البصر والرؤية أنثى تكون للإنسان وغيره من الحيوان.

قال ابن السكيت: العين التي يبصر بها الناظر والجمع أعيان وأعين وأعينات الأخيرة جمع الجمع والكثير عيون.

وقال ابن سيدة:  العين حاسة البصر، والجمع أعين وأعينات جمع الجمع وأعيان وعيون والمعاينة النظر بالعين عاينته معاينة وعيانا وعنته - رأيته ومنه قولهم لقيته عيانا ورأيته عيانا.

والعين من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان بعد نعمة الإسلام، فعلى العاقل أن يشكر هذه النعمة، باستعمالها في طاعة الله تعالى، حيث قال جل من قائل: âلَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ á [إبراهيم: 7]. وإن من كفران النعمة استعمالها في معصية الله، ولقد نهى الله تعالى عن إطلاق البصر إلى المحرمات، قال تعالى: âقُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ á [النور: 30].

قال الحافظ ابن كثير : هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم عما حرم عليهم، فلا ينظروا إلا إلى ما أباح لهم النظر إليه، وأن يغضوا أبصارهم عن المحارم . انتهى.

وجوارح الإنسان ينبغي أن تحفظ عما حرّم عليها، فلا ينظر بالعين إلا إلى ما أذن في النظر إليه.

إن النظر  المحرم يثمر في القلب خواطر سيئة رديئة ثم تتطور تلك الخواطر إلى فكرة ثم إلى شهوة وهو بيت القصيد ثم إلى إرادة فعزيمة ففعل للحرام.. وإطلاق البصر يصول ويجول  في متاع الدنيا دون التفريق بين ما هو جائز وما هو حرام فيه مضار كثيرة على المرء في دينه، وبدنه، منها:

1 ـ أن الناظر ارتكب معصية تعرضه لسخط الله.

 2ـ النظرة المحرمة تذهب بلذة العبادة وحلاوة المناجاة لله سبحانه.

 3ـ  النظرة المحرمة سبب لحرمان الشخص العلم النافع.

فعلى من حدثته نفسه بالنظرة أن يعلم أن الله له بالمرصاد، فهو سبحانه: âيَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ á [غافر: 19] ولا تخفى عليه خافية، فهو مطلع عليه على كل حال، والله أعلم .

والعلاج الناجع لخيانة الأعين، واسترسالها فيما حرم الله، يكون بأمور، منها:

مراقبة الله عز وجل في السر والعلن، فليس من شكر الله تعالى على هذه النعمة أن يعصيه بها، وينظر بها إلى ما نهاه عنه.

النكاح، وذلك لمن وجد من نفسه مؤنة وباءة، فإنه يبادر إلى الزواج، فإن الله تعالى يحفظه بذلك إن أرى الإنسان الله من نفسه خيرا، واهتدى، فإن الله تعالى سيزيده هدى. قال الله تعالى: âوَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ á[محمد: 17].

الصوم، فإن الصوم يخلي البطن، ويربط العبد بربه، وبذلك تقل شهوته، فإن الشهوة تزيد مع الشبع والراحة، فإذا تأججت أرسلت النفس النظر، فكان في ذلك الضرر.

فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ».

أن يبعد عنه أدوات الفتن، ويبتعد عنها،  فلا يخفى أننا نعيش اليوم في مجتمع قد ملئ بالفتن -إعلانات من جميع الأشكال - مجلات في الأسواق  وفي البيوت– فضائيات -إنترنت – رفقاء السوء... الخ.

كل هذه الأمور، تجر المسلم إلى النظر إلى ما حرم الله تعالى، ومن ثم يجلب سخط الله تعالى عليه.

وقال الإمام أبو عبد الله القرطبي رحمه الله تعالى في «تفسيره»: (البصر هو الباب الأكبر إلى القلب، وأعمر طرق الحواس إليه، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته، ووجب التحذير منه، وغضه واجب عن جميع المحرمات، وكل ما يخشى الفتنة من أجله).



بحث عن بحث