خلاصة البحث

من خلال هذا السرد الموجز عن سماحة الإسلام ويسره في تطبيق الأحكام والقيام بالعبادات وغيرها، نخلص إلى بعض النتائج والوصايا التي نجملها فيما يأتي:

1 ـ أن مبدأ اليسر والسماحة ثابت في هذا الدين، وهو مقصد عظيم من مقاصد الشريعة الإسلامية، لا ينكره إلا الجاهلون بأحكام الإسلام وحقيقة رسالته، وهو مبدأ مأخوذ من النصوص الكثيرة الواردة في كتاب الله وسنة نبيه  صلى الله عليه وسلم ، وآثار الصحابة والتابعين ن.

2 ـ وسطية هذا الدين في كل جوانبه: في العقيدة، والعبادة، والمعاملة، والسلوك.. وغيرها، وهو امتثال لقوله تعالى: âوَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًاá .

3 ـ الابتعاد عن هذا المنهج يورث آثارًا سلبية وأضرارًا خطيرة على عمل الإنسان وسلوكه في دينه ودنياه، وربما يخرجه عن الصراط السوي إلى السبل المتفرقة، والأفكار المنحرفة، فتفتح أبواب البدع والمحدثات على هذا الدين، ثم إن هذا الابتعاد عن منهج اليسر يؤثر تأثيرًا خطيرًا في حركة الدعوة إلى الله تعالى، ولا سيما بين أولئك الناس الذين لا زالوا حديثي عهد بهذا الدين.

4 ـ وأخيرًا: إن تقرير مبدأ السماحة والتيسير في الدين لا يعني:

ـ الإخلال بمقاصد الشريعة والدين، فلا يفهم من مبدأ التيسير أنه تفريط أو تسيب في تطبيق أحكام هذا الدين وتنفيذ أوامره؛ لأن هذا اليسر لا يكون في إثم أو معصية، كما روت أم المؤمنين عائشة ك في حديث سابق: «ما خُير رسول الله  صلى الله عليه وسلم  بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه»، فيجب ملاحظة ذلك والحذر منه.

ـ ولا يعني هذا المبدأ تجاوز الحلال والحرام، أو الإخلال بالمفاهيم الإسلامية والآداب العامة؛ لأنه مبني أصلًا على النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الواضحة، فليس في تقرير هذا المبدأ ابتداع أو إدخال أمر جديد في الدين؛ لقوله تعالى: âيُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَá، وقوله تعالى: âوَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍá.

ـ ولا يعني إقرار هذا المبدأ تحكيم الأهواء والرغبات، وتحقيق المصالح الشخصية من وراء ذلك، فقد يستغله ضعاف الإيمان لتحكيم أهوائهم ورغباتهم ويجعلون هذا يسرًا أو سماحة؛ بل اليسر والسماحة يجب أن تكون مبنية على مصادر التشريع الأصلية وهي: القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع.

وأخيرًا: أسأل الله تعالى أن يرزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال، وأن يرزقنا الفقه في الدين على بصيرة، وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا إنه سميع قريب مجيب.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وكتبه

أ.د. فـالـح بـن محمد بـن فـالـح الصغيـر

البريد الإلكتروني: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

Ì  ÌÌ  Ì  Ì



بحث عن بحث