المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل لـه، ومن يضلل فلا هادي لـه، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:

فلما كان التوحيد هو أصل الإسلام ، وهو الفقه الأكبر ألّف فيه كثير من العلماء، فكان من أحسن ما سُبِك في بيانه، كتاب الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - (كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد) وقد تلقاه العلماء وطلبة العلم من بعده بالقبول فكان مرتعاً خصباً لدارسته وشرحه وحفظه ، وقد يسّر الله لي أن قمت بشرحه في إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية وذلك عام 1425هـ على مدار سنة كاملة .

وقد رغب عدد من المستمعين تفريغه في كتاب تعم فيه الفائدة ، وقد ترددت في بداية الأمر،  حيث إن شروح هذا الكتاب تعددت وتنوعت ما بين مختصر ومطول، ثم استخرت الله تعالى، ولبّيت الرغبة، إذ أنه بعد التأمل وجدت أن هذا الوقت ليس وقتاً للمطولات، فيحتاج كثير من طلاب العلم وطالباته إلى ما يجمع بعض المسائل والأفكار فيه، فعزمت على إخراجه بعد إعادة ترتيبه وتهذيبه قدر الإمكان، ونهجت فيه منهجاً يجمع شتات مسائله، وذلك بجعل كل باب منه على وقفات ، كل وقفة تحتوي على مسألة من المسائل، أو قضية من القضايا، أو شرح نص، أو بيان غريب، ونحو ذلك مع الحرص على تخريج الأحاديث بعزوها إلى مصادرها، وبيان الحكم عليها دون إطالة تخالف قصد التأليف، مع المحاولة ألا يستشهد في هذا الكتاب إلا بما صح من الأحاديث وكذا عزو الأقوال إلى أصحابها، وكل هذه التعليقات في الحاشية، أما المتن فلأصل الكتاب.

ومما يجدر التنبه إليه أنني أرجع في بيان الغريب إلى عدد من الكتب الشارحة للكتاب، وهي: فتح المجيد، وتيسير العزيز الحميد، وشرح كتاب التوحيد المسمى: القول المفيد للشيخ محمد العثيمين رحمه الله وغيرها، وبناءً على ذلك لا أعزو لهذه المراجع في كل مرة رغبة في الإيجاز وعدم التطويل.

وقد قدمت لهذه التعليقات بتمهيد حاولت فيه تلخيص عناصر التوحيد، وبيان موضوع الكتاب ليسهل استجماعه في الذهن، ويكون أشبه بالخارطة الموضحة لمقاصد الكتاب، ومقاصد موضوعه وهو التوحيد، كما ذكرت نبذة يسيرة عن حياة المؤلف الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - .

وقد اعتمدت في أصل الكتاب على طبعة دار القبس فشكر الله تعالى لهم جهدهم في المساعدة لإخراج الكتاب، وإذنهم ليكون متناً لهذا الشرح.

ثم أشكر كل من بذل فيه جهداً من جمع وتفريغ وغير ذلك حتى وصل إلى ما وصل إليه فجزاهم الله جميعاً خير الجزاء وأثابهم، وأسأل الله تعالى أن ينفع بهذا الجهد، ويجعله من المدخر يوم نلقاه إنه سميع قريب مجيب.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

كتبه

فالح بن محمد بن فالح الصغير

المشرف العام على موقع شبكة السنة النبوية وعلومها

www. alssunnah.com

25/10/1428هـ

                                      


التمهيد

وذكرت فيه العناصر الآتية:

-      مفهوم الإيمان ، وأركانه .

-      التوحيد وأنواعه ومقتضياته .

-      ما ينافي الإيمان والتوحيد.

-      من فضائل التوحيد وثمراته.

-      الأسباب التي تنمي التوحيد وتقوي الإيمان.

-      موضوع كتاب التوحيد ومنهجه.

أولاً: مفهوم الإيمان، وأركانه:

الإيمان لغة: التصديق.

واصطلاحاً : التصديق بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.

والإيمان يحتوي على ستة أركان وهي: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسوله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، قال سبحانه وتعالى: ]آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا)   وجاء في حديث جبريل عليه السلام حينما سأل النبي صلى الله عليه وسلم  ما الإيمان؟ قال: (أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)  . 



بحث عن بحث