الوقفة الأولى:

القسم: هو اليمين، والإقسام على الله وهو أن يحلف الحالف على الله سبحانه وتعالى أن يفعل كذا، والمقصود هنا باب ما جاء في الإقسام على الله وجعله منهجاً لـه، فهذا ينبغي أن لا يفعله المسلم،  أما حكم الإقسام على الله فالأصل فيه الجواز؛ لقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم (رب أشعث ....) لكن الإكثار منه والتهاون فيه فهذا مما لا ينبغي، وقد يخل وينقص من تعظيم الله سبحانه وتعالى .

الوقفة الثانية:

في حديث الباب أن رجلاً قال: (والله لا يغفر الله لفلان فقال الله عز وجل : من ذا الذي يتألّى عليّ أن لا أغفر لفلان) وهذا للأسف يحصل بين بعض الناس، يرى إنسان إنساناً آخر عليه بعض المعاصي وعليه بعض الأخطاء فيقول: والله لا يغفر الله لفلان، سبحان الله هل أنت علمت سريرته؟ وهل علمت أحواله؟ وهل علمت عظم علاقته بربه؟ وهل علمت عظم خشيته لربه؟ وهل علمت ماذا يقول في السر بينه وبين ربه؟ وهل علمت جميع أعماله؟ هذا تألٍّ على الله، والتألي على الله يدل على عدم حسن الظن بالله سبحانه وتعالى، ولذا قال في الحديث القدسي : (من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت لـه وأحبطت عملك) . فالذي يتألى على الله يدل على أنه يعجب بعمله ولا يدري عن حال هذا الشخص الذي قد يكون لـه عمل جليل غفر الله لـه بسببه، وربما كان بينه وبين الله سر عظيم إذا خلا مع ربه عز وجل، ربما أنه أصيب ببعض الأمراض والأسقام والمصائب ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فصبر واحتسب فحصلت لـه المغفرة، وربما أنه يتذلل لله سبحانه وتعالى ويعظم حدود الله، فيجب على المسلم أن لا يتألّى على الله عز وجل فيحبط عمله بسبب إعجابه بنفسه وتطاوله على الله جل وعلا.

الوقفة الثالثة:

قال أبو هريرة : (تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته) .

(أوبقت): أهلكت دنياه لأنه من خسر أعماله فقد حبط هذا العمل، ومن ثم خسر الدنيا وخسر الآخرة، فيجب على المسلم أن يعظم الله ويترك عباد الله عز وجل ولا يتألى على الله سبحانه وتعالى، ويعمق إخلاصه لله جل وعلا ، ويصحح أعماله ويكثر منها .  



بحث عن بحث