الوقفة الأولى:

شرح مفردات الباب:

(السيد): من السيادة وهي السؤدد، والسيد هو الذي يسود الناس، والسؤدد من العظمة والشرف والفخر، وهي صفة مدح وثناء بأن هذا يسود قومه أو صاحب سيادة في قومه، فهو صاحب عظمة وفخامة فيه.

(يستجرينكم): استجراه بمعنى: جذبه وجعله يجري معه، أي: لا يستعلينكم الشيطان ويجركم إلى أن تقولوا قولاً منكرا .

الوقفة الثانية:

أراد المصنف (أن يبين أن) النبي صلى الله عليه وسلم سد المنافذ الموصلة إلى هذا الشرك وإلى ما يناقض التوحيد حمايةً لهذا التوحيد العظيم وتخويفاً من الوقوع في الشرك.

فهؤلاء قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: أنت سيدنا، ونلاحظ جواب النبي صلى الله عليه وسلم قال: (السيد هو الله).

لم يقل سيدكم وإنما قال السيد هو الله سبحانه وتعالى، نبه عليه الصلاة والسلام إلى أن هذا اللفظ دقيق ولا ينبغي استعماله إلا في مقامات معينة .

الوقفة الثانية:

لماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم قولوا بقولكم أو بعض قولكم ؟ !

كل هذا من أجل ألا يتجاوز هذا الموصوف إلى حد أن يوصف بأوصاف الله سبحانه وتعالى ، ولذلك أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يضع لنا منهجا في أمرين:

الأول: المحافظة فيما يحسن القول فيه .

الثاني: ألا يبالغ بحيث يُعطي الموصوف أكثر من وصفه الذي يستحقه.

وكما أشير إلى أن السيادة ينبغي أن تعطي لمن يستحقها ولذلك لا ينبغي: استعمال هذا اللفظ لكل شخص وإنما لمن يستحقها .   

الوقفة الثالثة:

مما يستنبط من هذا الباب وهذا الحديث تجنب الوسائل الموقعة في المحذور، وهذا يؤيد قاعدة (سد الذرائع) فإذا كان هناك وسيلة تؤدي إلى محاذير كالشرك بالله سبحانه فلا يجوز العمل بهذه الوسائل .

وهنا يسد النبي صلى الله عليه وسلم  ما يتوصل إلى الغلو في الدين وإنزال الناس غير منازلهم، فيعترض على لفظ (السيد) خشية أن ينزل منزلة الله جل وعلا . 



بحث عن بحث