5- تجديد الحياة :

والحج انطلاقة لحياة جديدة مليئة بأعمال الخير والصلاح، والطاعات والعبادات، وانطلاقة لهجر المعاصي والذنوب، والرجوع إلى الله تعالى بقلب صادق وعقل منير، لتكون الخطوات القادمة كلها لله، وتكون الحركات والأنفاس كلها في سبيل الله، قبل أن يحل بالدار هادم اللذات ومفرق الجماعات، فيندم حينها العبد حيث لا ينفع الندم، ويتمنى أن يرجع إلى الدنياحيث لا رجعة إليها، يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴿54 وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿55 أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿56 أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿57 أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾.

6- الخلف عليه في رزقه:

إن أي عمل يبتغي فيه الإنسان رضي الله تعالى ويطمع بثوابه وجناته، فإنه يعد تجارة عظيمة مع الله تعالى، وهذه التجارة لها مكسب دنيوي وأخروي، فالمال الذي يصرف في سبيل الله يعوضه الله أضعافًا في الدنيا، فضلًا عن الأجر يوم القيامة، حيث يزكيها له ربه أضعافًا مضاعفة إلى أن يشاء، لذلك كان الأوائل من سلف هذه الأمة لا يعتبرون للمال وزنًا في طاعة الله تعالى، لأنهم فهموا الآية القرآنية: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾، وأدركوا أن التجارة الحقيقية مع الله تعالى، رغم أن الله سبحانه وتعالى يعوض كل مال أنفق في سبيل الله، وأما الذي يعتقد غير ذلك فإنما هو وسوسة من الشيطان الرجيم الذي يعد أوليائه بالفقر، يقول الله تعالى: ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ ﴾.



بحث عن بحث