7- تصحيح العقيدة :

وإن من ثمرات الحج بعد أن ينال الحاج نَصَب العبادة وتعب الأسفار، أنه يرجع إلى أهله ودياره بصفاء في عقيدته إذا أدّى حجه على الوجه الشرعي، وذلك بعبادة الله وحده دون سواه من الأصنام والأشخاص، يعود هذا الحاج إلى أهله وقد حمل إليهم حقيقة العبودية التي ذاقها في تلك البقاع الطاهرة، ولذة الطاعة لله الواحد القهار، دون توسل لأحد أو اتخاذ وساطة لذلك، وهو الهدف الأسمى من أداء هذا النسك العظيم، يقول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا ﴾.

فيا أيها الحجاج: صححوا عقيدتكم، ونقوا توحيدكم، ووحدوا الله في الألوهية والربوبية، وفي الأسماء والصفات، فما معنى أن يحج الحاج وهو لا يزال يعبد قبرًا وينادي وليًا، ما معنى أن يأتي بأفعال تنافي التوحيد أوكماله وهو يأتي بما يناقض الدين، والرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كان شغله الشاغل تصحيح هذه العقيدة، فقد روى البخاري عن عائشة وعبد الله بن عباس م قالا: «لما نزل برسول الله  صلى الله عليه وسلم  طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتمَّ بها كشفها عن وجهه، فقال، وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» وثبت عنه  صلى الله عليه وسلم  أنه قال: «اللهم لا تجعل قبري وثنًا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد».

ثم ما معنى أن يحج الحاج ثم يترك الصلاة بعد الحج، والرسول  صلى الله عليه وسلم  يقول: «العهد ا لذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر»، وما معنى أن يحج الحاج ثم يتساهل بلسانه وأفعاله في معصية الله تعالى بعد الحج، والرسول  صلى الله عليه وسلم  يقول: «وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم»، وما معنى أن تحج المرأة ثم تعود إلى ديارها وتخالف أوامر الله بالخروج السافر إلى الأسواق والمحلات لغير حاجة، وغيرها وغيرها أيها الحجاج.

فحققوا التوحيد بعد أن استجبتم لنداء الله.. وأنفقتم الأموال.. وتركتم الأهل والديار..وأنهكتكم الأسفار.. ولتحذروا من العودة إلى الذنوب والمعاصي.



بحث عن بحث