من رحمة الله وفضله

عن ابن عباس م: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: «إن الله تجاوز لي عن أمتي: الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه».

©  أهمية الحديث:

قال النووي :: هذا حديث اشتمل على فوائد وأمور مهمة لو جمعت بغلت مصنفًا.

©  المباحث اللغوية:

تجاوز: عفى وسامح.

عن أمتي: أمة الإجابة وهي كل من استجاب لدعوته صلى الله عليه وسلم .

الخطأ: ضد العمد.

النسيان: ضد التذكير.

استكرهوا عليه: حملوا عليه قهرًا.

©  توجيهات الحديث:

1-    نعم الله تعالى على عباده كثيرة لا تعد ولا تحصى في أبدانهم وأعراضهم، وأموالهم وأولادهم، وكذا في التشريع الذي شرعه لهم، والتكليف الذي كلفوا به.

2-    من فضل الله تعالى أن رفع الحرج عن هذه الأمة فلم يكلفها بما لا تطيق قال سبحانه: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ [البقرة: 286].

3-    من تيسير الله سبحانه وتعالى أن المخطئ بغير عمد، والناسي، والمكره رفع عنهم الإثم، وتجاوز الله تعالى عنهم إذا كان في حق الله تعالى، أما إذا كان في حقوق الآدميين فيرفع الإثم لكن يجب أن ترد إليهم حقوقهم.

4-    من مظاهر التيسير أيضًا تخفيف الأحكام التي كانت على الأمم السابقة مثل: من أذنب من الأمم السابقة فتوبته بقتله، أما هذه الأمة فجعل لها مكفرات كثيرة منها التوبة، وفعل الصالحات وغيرها.



بحث عن بحث