خامسًا: رعايته يافعًا:

   وفي هذه السن تزداد المسئولية  عند الأب والأم، وتتركز مسئولية الأم هنا في أمور:-

     * التعاون مع الأب في تنفيذ الرعاية والاهتمام.

     * المتابعة المنزلية ويدخل في ذلك التشجيع والتحفيز على أمور الخير والترهيب فيما عدا ذلك.

     * إشعار الابن أو البنت بقيمته وأهميته، فإن كان ابنًا يشعر أنه في مصاف الرجال، ويتدرب على الرجولة وخصائصها، ولا بد أن يتحمل الأب إن وجد مسؤوليته في ذلك، وإن كانت بنتًا تبدأ مرحلة جديدة مثل تمرينها على مسؤولياتها المستقبلية، ومتابعتها خاصة ورعايتها وتدريبها والاهتمام بما تقرأ وتطالع ومتابعة دروسها ولباسها.

     * مشاركة البنت عملها والبداية بمرحلة الصداقة لها وإشعارها بأنها صديقة لها مع كونها أمًّا بحيث لا يمكن بعد ذلك أن تخفي عنها شيئًا ربما يكون سببًا في ضررها.

     * تكليف البنت بشيء من المسئولية في المنزل وعدم إهمالها بالكلية بحيث يهيأ لها كل شيء دون أن تتحمل أي مسئولية.

     * إشعار الأب بجميع ما يتم وإشراكه في العملية التربوية خاصة في هذه المرحلة وعدم إخفاء أي تصرف يحدث من الأبناء ذكورًا أوإناثًا.

     إن عمق هذه المسؤوليات ليؤكد على أن الأم هي الحاضنة والمربية والراعية والمعلمة والمديرة والمنفذة فهي مخرجة العلماء ومربية الأفذاذ ومدربة الصناع والزراع، وصانعة الأبطال، وغارسة المعاني الكبيرة،وهذه مهام ليست سهلة كما تتصور شريحة من الأمهات بل هي أعظم مهمة على وجه الأرض، ذلك أن العظماء والعلماء والمجاهدين والدعاة والمصلحين ما خرجوا إلا من وراء أمهات مربيات عالمات.

     جـ مسئوليتها بصفتها بنتًا.

     البنت هي الفرع من ذلك الأصل خصها الله سبحانه وتعالى بفضل عظيم تميزت به عن الابن إذا تمت الرعاية لها كما شرع الله سبحانه وتعالى، قال عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ عَالَ جَارِيَتَيْنِ حَتَّى تَبْلُغَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنَا وَهُوَ)) وَضَمَّ أَصَابِعَهُ. أي في الجنة.

       والبنت تحتل مكانة قلبية عند أبويها بحكم ضعفها وهدوئها.    

     وكما أن على الوالدين حقًّا عليها كما أشيرَ إلى ذلك في الصفحات السابقة، فهي أيضًا لا تخلو من ذلك الواجب والمسئولية، فإن من أبرز مسؤوليات المرأة كبنت ما يلي:-

-         الاهتمام بواجباتها الشخصية، دراستها وتعليمها، فتضع لنفسها برنامجًا علميًّا بمساعدة أمها ومعلماتها الخيرات متكاملاً يحتوي على المهمات من العلوم الشرعية والعربية والآداب من تفسير وحديث وأدب وثقافة عامة، وثقافة نسوية ونحوها كما سبق بيانه في مسئولية المرأة مع نفسها علميًّا.

-         طاعة والديها والحرص على ذلك اتباعًا لقوله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا...) [الإسراء:22] الآية. ومن المؤسف أن ترى كثيرًا من البنات عزفن عن هذه الطاعة بل يغلب على الكثيرات طاعة صديقاتهن وزميلاتهن وتقديمهن على والديهن، وهذا من أكبر الأخطاء التي تقع من الذرية بنين وبنات لأن هذا يعود ضرره عليهم مستقبلاً، إن بر الآباء دين سريع الأداء.

-         مساعدة أمها في المسئوليات التي تقدر على أدائها مثل: -

     * مسئولية الطبخ والغسيل والتنظيف وعدم الاتكال والاعتماد على الخادمة كل الاعتماد، فهذا الاعتماد يخرج بنتًا عديمة الخبرة لا تستطيع أن تتحمل مسئوليات بيتها في المستقبل.

     * مساعدة أمها في تربية إخوانها وأخواتها الصغار على الخلق والمثل العليا التي فصلناها في مسئولية الأم.

     * النيابة عنها في بعض المهام المذكورة بالكلية.

     * تعليم أمها إن كانت جاهلة وبالذات ما يقوم به دينها كتعليم الصلاة وما يقرأ فيها من قرآن وأذكار، وتقرأ عليها بعض ما يفيدها في أوقات الفراغ، وهذا من المغفول عنه كثيرًا، وترد الأسئلة كثيرًا عن نساء لا يجدن قراءة الفاتحة مثلاً وبناتها في الجامعة أو الثانوية، والمسئولية هنا على البنات.

-        الحذر مما يلي:-

     * قضاء الأوقات بما لا فائدة فيه من متابعة أجهزة الإعلام المختلفة وما جدّ من وسائل الاتصالات الأخرى مما تضيع معها أوقات المشاهد في غير فائدة، بل تضيع كثير منها في المعاصي واللهو والعبث، والإنسان مسئول عن وقته الذي هو عمره وحياته وأغلى ما يملك في هذا الوجود، فإذا ضيعه مع هذه الأجهزة كان وبالاً وخسارة عليه في الدنيا والآخرة، ومن المؤسف والمحزن أن كثيرًا من أوقات الفتيات والبنات صارت مقسمة بين هذه الأجهزة وبين صديقات السوء والأسواق والهاتف بما ضاعت معه الأعمال، واستهلك فيه الزمن، وكان في معصية الله تعالى.

     * صديقات السوء اللاتي كالشرر الملتهب إذا وقع على شيء أحرقنه وفي هذا الزمن كثر الاتصال المباشر وغير المباشر، فلتحذر البنت من تلك الصديقات السيئات، وعلامتهن أنهن يجلبن الشر وأدواته لغيرهن فيحبذن الشر والفساد ويرغبن فيه وينهين عن المعروف والخير.

     * اتباع الموضة مما يجلبه الكفار والفساق لنا وكما علمنا سابقًا أن أعداء الإسلام حريصون بل ويجدّون في إفساد بنات المسلمين ومن ضمن وسائلهم ما يشيعونه بين بنات المسلمين من الموضات المختلفة، فحريّ بالبنت المسلمة ألا تكون مستجيبة لكل ناعق.

     * الخروج للأسواق لغير حاجة، وهذه آفة خطيرة انتشرت انتشار النار في الهشيم في هذه الأزمنة المتأخرة فصار كثير من بنات المسلمين يرتعن في الأسواق مما عرضهن لأخطار كثيرة وأولها التعرض للشيطان فهو مكانه، لأن شر الأماكن الأسواق، وإذا اضطرت البنت لحاجة فتخرج مع وليها لقضاء حاجتها فحسب ثم ترجع إلى قرارها وهو بيتها.

     ويتبع هذا الخروج التعود على الخروج من المنزل لحاجة وعدم حاجة، فلتقدر البنت حاجتها ولا تكثر من هذا الخروج الذي هو بوابة كل شر؛ لأن المرأة إذا خرجت من بيتها استشرفها الشيطان كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكم من مسلمة وقعت في شراك الرذيلة بسبب هذا الخروج فلتحذره البنت أشد الحذر.

     * الخروج لما يسمى بالملاهي، ويكفيها شرًّا أنها ملاهي ومضيعة للأوقات ومجلبة للشرور والآثام.

     * استعمال الهاتف في غير المفيد، فهو سلاح ذو حدين ولم يوضع إلا للحاجة، ومن المؤسف أن أوضاع البنات معه مؤسفة، فإذا أخذت سماعة الهاتف في أذنها فلا تدعها إلا بعد زمن طويل، ويا لها من خسارة وضياع، بل أصبح معول هدم ولج منه أرباب الشر إلى بنات المسلمين فأفسدوهم عن طريقه، فالحذر الحذر من ذلك.

***   ***   ***

د _ مسئوليتها بصفتها أختًا:

     والأخت من أقرب الأقارب إلى أخيها ولها حقوق عليه وله حقوق عليها, بل عليها مسؤولية أعم وذلك في البيت الذي تعيش فيه وما قيل في مسؤولية البنت, يقال تمامًا في مسؤولية الأخت مع أخواتها وإخوتها صغارًا وكبارًا.

     ويمكن أن يزاد في مقررات تلك المسؤولية ما يلي:

  • احترام إخوانها وأخواتها ممن هم أكبر منها وتقديرهم فالأخت الكبيرة بمنزلة الأم، والأخ الأكبر بمنزلة الأب، فلهم حق الصلة والقربة، وعليها مساعدتهم إن كانوا يحتاجون إلى المساعدة بأي نوع من تلك المساعدات، مثل:مساعدتهم ماديًّا، ومساعدتهم في الوقوف بجانب مصابهم، ومساعدتهم في مذاكرتهم وعلمهم .
  • إشاعة الخير في المنزل قراءة وإسماعا ودعوة وأمرًا بمعروف ونهيًا عن المنكر ونحو ذلك.
  • هي الركن الركين بعد المرأة الأولى في البيت كأمور المطبخ والغسيل ونحو ذلك.
  •  النصح والإرشاد لمن يحتاج إلى ذلك في البيت.


بحث عن بحث