2- مسئولية المرأة المسلمة تجاه هذا الغزو المركز

     لا شك أن المسئولية تجاه تلك الأفكار والمخططات السيئة ضد المرأة المسلمة مسئولية مشتركة، بين ولاة الأمر والعلماء وطلاب العلم والدعاة وأولياء أمور النساء، وتشاطرهم المرأة المسلمة في تلك المسئولية، وهنا نركز على مسئوليتها، ولا يعني إغفال هؤلاء من المسئولية.

     ومن مسئوليتها:-

     أ - تحصين المرأة نفسها علميًّا وفكريًّا وعمليًّا.

     ومن مقررات هذا التحصين ما ذكر في مسئوليتها عن نفسها ويركز هنا على قضية التعلم والقراءة والتثقف بالثقافة الإسلامية العامة ومعرفة أسرار التشريع، مع قوة الإيمان به سبحانه لأنه لم يشرع أمرًا إلا لحكمة فيها مصلحة الخلق.

     ب - العلم بأن هناك أعداءً يتربصون بها الدوائر من يهود ونصارى ومنافقين وعلمانيين ، وقد يكونون من بني جلدتنا ودرسوا في مدارسنا لكن أرادوا الضلالة بعد الهدى، فضلوا وأضلوا، والإنسان أول ما يحذر من مأمنه لئلا يلدغ منه كما قيل: (يؤتى الحذر من مأمنه) فهؤلاء يظهرون للمرأة المسلمة بمظهر المصلح الباكي المتباكي على مصلحتها وحقوقها، ولكنه تحت أثوابه ضبع ماكر يريد أن يفتك بهذه المسكينة فيرديها المهالك، قاتلهم الله أنى يؤفكون.

     ج - ويتبع ذلك التعرف على وسائل هؤلاء الأعداء ومخططاتهم ومطالبهم وأهدافهم ومقاصدهم:

عرفت الشر لا للشر     ولـكـن لـتـوقـيـه

     ومعرفة تلك الوسائل تفيد في مزيد من التحصين والحذر.

     د - مجابهة هذا الغزو بكل ما تملك من وسائل، وعلى حسب كل امرأة، فطالبة العلم واجبها أعظم من غيرها، والمعلمة كذلك، ومربية الصغار كذلك، وغيرهن، وطرق هذا الموضوع باستمرار لأنه من أخطر وأشد الموضوعات وأهمها، ما بالكم إذا تمكن هؤلاء الأعداء من تحقيق مطالبهم،

-         نزعت المرأة الحجاب عن وجهها، وعبثت  في شعرها.

-         سفرت عن جسمها أو بعضه.

-        خرجت إلى ميادين عمل الرجال.

-         خالطت الرجال.

-         قادت السيارة لوحدها.

-         تركت أطفالها لمربية أو خادمة.

-         صادقت الرجال وسهرت معهم.

-         تلوثت بدخان المصانع.

-         تجملت للزبائن وتركت زوجها وأولادها.

-         وغير ذلك كثير فمطالبهم لا تنتهي

     فعلى المسلمة الموفقة المبتغية رضا الله عز وجل أن تجابه هذا الغزو مع بنات جنسها.

     هـ ومما يفيدها أيضًا: التعرف على أحوال المرأة الكافرة وما جرّ لها ذلك الانفتاح من ويلات ونكبات، وما تعيشه من قلق واكتئاب، فهي مهانة حقيرة تموت محتضنة كلبها وقطتها، وفي حال شبابها ونضارتها يعبث بها العابثون، فهي كالمنديل يتمسح به ويرمى في القمامة، وكالحمام في قارعة الطريق كل يبول فيه ويواصل سيره، فإذا عرفت المسلمة أن مآلها إلى هذا الأمر، استعصمت بالله وحمت نفسها من الوقوع في هذا الوحل المتسخ.

     و قيامها بدورها الإصلاحي الذي بيّناه سابقًا - مع نفسها وبيتها ومجتمعها فتصبح مؤثرة لا متأثرة، ومصلحة لا مفسدة، وعاملة لا عاطلة، ومتبوعة لا تابعة، وتختم ذلك بدخول الجنة ورضا الله سبحانه وتعالى.



بحث عن بحث