بسم الله الرحمن الرحيم

الـمقدمة

الحمد لله الذي علّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، وأصلي وأسلم على النبي الأكرم، وعلى آله وأصحابه، أهل الفضل والعلم والشيم، والتابعين ومن تبعهم واقتفى أثرهم على النهج الأقوم، أما بعد:

فمن فضل الله تعالى على هذه الأمة المسلمة أن جعلها أمة علم ومعرفة، وسهّل لها الطريق الموصل إلى هذا العلم، وجعله أشرف وسيلة وأفضل طريق يسلكه السالك في هذه الحياة بعد أداء الفرائض، فالعلم بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم  والعلم بشرعه وأحكامه، ومعرفة حلاله وحرامه غاية كبرى، وهدف أسمى، يسعى إليه الموفقون المجدّون في هذه الحياة،  كيف لا وهو ميراث النبوة؛ فالأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر، والعلماء ورثة الأنبياء، «ويستدل على فضل الشيء بعظيم أثره على الناس»، ولا شك أن الله جعل للعلم أعظم الأثر في حياة الإنسان.

ومن هنا اهتم السلف الصالح رحمهم الله تعالى بطلب العلم والعناية به، والجد في طلبه وتحصيله، وتنافسوا في ذلك، فورّثوا للأمة تراثًا ضخمًا لا تجاريهم أمة من الأمم. ولما كان الأمر كذلك كان لا بد من إيضاح المنهج والطريق الذي سلكوه لتحصيل هذا العلم، فجاءت هذه الكلمات مبيّنة معالم هذه المنهجية بشيء من الإيجاز المستوفي للمطلوب قدر الإمكان، مُسْتَخْلَصَةً من منهج الأئمة الأعلام رحمهم الله تعالى، ولعل هذا الإيجاز في بيان قواعد منهجية في طلب العلم يكون معينًا لطالب العلم لتفحصها وقراءتها والتأمل فيها.

أسأل الله تعالى أن ينفع بهذه الكلمات وأن يجعلها تنير الدرب لطالب العلم الشرعي، آخذة بيده إلى المنهج القويم لطلب العلم لكي يصل إلى مبتغاه ومناله، حقق الله الآمال، وسدد الخطى، وعلمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمنا، وغفر لنا تقصيرنا، إنه عليم حكيم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه

أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

عضو مجلس الشورى

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.



بحث عن بحث