ويقصد بهذه القاعدة أن يهتم طالب العلم بالدراسة النظامية الموجودة الآن وبخاصة في المعاهد والكليات الشرعية، إذ إن تأسيسها كان تأسيسًا مؤصلًا، ماشيًا بالتدرج والمرحلية الآتي الكلام عليها إن شاء الله وهي وضعت امتدادًا لما كان عليه علماؤنا المتأخرون وعلى رأسهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ :، فإذا لاحظت مثلًا في الفقه يدرس زاد المستقنع، وفي كلية الشريعة يدرس الروض المربع الذي هو شرح لمتن الروض.

وهكذا في الحديث يدرس في المعاهد عمدة الأحكام، وفي الكلية يدرس بلوغ المرام.

ولذلك مما يخطئ به طالب العلم على نفسه ألا يهتم بدراسته تلك، ويظن أنها خلو من الناحية العلمية، وهذا تصور خاطئ يعود ضرره على الشخص نفسه.

ومن هنا تجد كثيرًا من الطلاب لا يهتم بالحضور، وإذا حضر فلأجل مجرد الحضور، ويترك المتابعة للدرس والتقييد للمعلومات، ويعتمد على ما يصور من مذكرات تكتب مشافهة مع الأستاذ، ويترك الكتب المعتمدة، فكم وقع بذلك من خطأ وزلل وانحراف عن المنهج السليم.

ثم ليتنبه الطالب كم الوقت الذي أمضاه في الكلية أو المعهد فيقضي في اليوم أكثر من ست ساعات، فإذا جمعتها في الشهر والعام خرجت النتيجة مذهلة، فمن الغبن الفاحش أن يتسول الشيطان إلى نفس هذا الطالب ويزيّن له ضياع هذه الأوقات الثمينة بشبهة أنها ليست علمية، وما كان في المسجد هو الأولى، ونحو ذلك. وهذا بلا شك من تلبي إبليس في هذا الزمان فليعي الطالب هذا الأمر، وليستفد من هذا الوقت تلقيًا من عالم، وأدبًا من أستاذ، ومذاكرة مع قرين، مع استحضار نية طالب العلم، ومن وجه آخر: على الطالب أن يضع هذه الدراسة في برنامجه العلمي ويبني عليها بقية برامجه العلمية؛ فيكمل ما كان ناقصًا ويتذكر ما كان ناسيًا ويضيف ما كان جديدًا.



بحث عن بحث