p  مفاهيم خاطئة للتجديد:

من أهم هذه المفاهيم: أن التجديد هو عبارة عن تجديد الفكر الإسلامي، أو تجديد أصول العلوم الشرعية كأصول الفقه، وأصول الحديث، وكذا تجديد العلوم الإسلامية بعامة، لا بطريقة عرض تلك العلوم عرضًا سهلًا باستخدام وسائل جديدة، أو تنزيل بعض الأحكام الشرعية لمواجهة بعض المشكلات التي جدّت، كالتأمين والبيع بالآجل على أقساط وما إلى ذلك، وإنما انصبت الدعوة إلى تغيير الأفكار الإسلامية، وتغيير أصول العلوم الإسلامية زعمًا منهم لمسايرة العصر الذي نعيش فيه، وأن ما كتبه الأقدمون لا يتناسب ومعطيات العصر.

يقول بسطامي سعيد: «أما مفهوم التجديد الخاطئ؛ فهو ذلك المفهوم الذي تقدّمه العصرانية، وهو الذي شاع في هذا العصر كأثر من آثار مواجهة الإسلام للحضارة الغربية، وتسعى العصرانية لتقديم خليط من الإسلام ومن جاهلية الغرب، وتجتهد في إيجاد المواءمة بينهما، وتعتمد في ذلك أسلوب التأويل والتحوير لتعاليم الإسلام، وأسلوب التنازلات والتسويغ باسم الاجتهاد».

وأغلب من قال بهذه الأقوال؛ من ليس له باع طويل أو قدم راسخ في العلوم الإسلامية، ومن المسلَّم به أن الذي لا يتمكن في دراسة العلوم الإسلامية، ولا يتخصّص فيها، ليس من حقه أن يتصدّر لتجديدها، ونقد مؤسّسيها وأئمتها، إنما هذا عائد لأهل العلم والاختصاص. وهذا مسلّم به في كل فن من الفنون، أو علم من العلوم، وهذا أمر في منتهى البداهة.

وقد تأثر بهذه الدعوة بعض الشباب الذين ليس لديهم سعة اطلاع على العلوم الإسلامية، وطول باع في العلوم الشرعية، وقدم راسخ في العلم بعامة، ومعرفة تامة بالثقافة الإسلامية.

ولبيان خطورة المفهوم السابق أعرض ما ينبني عليه هذا المفهوم، ومن ذلك:

1-   تغيير الدين نفسه أو بعضه.

2-   تغيير بعض أحكام الشريعة الثابتة والمستقرة.

3-   تأويل نصوص الكتاب والسنة على غير ما دلت عليه، وإنما بما يناسب العصر بزعم قائلها.

4-   تغيير القواعد والأصول التي بنيت عليها العلوم الشرعية، كأصول الفقه، وأصول الحديث، والقواعد الفقهية، وغيرها.

5-   ومن ثم جعل الدين مسايرًا لما عليه المجتمعات غير الإسلامية.

خلخلة الثوابت والأصول الضابطة لمسيرة هذا الدين علمًا وعملًا.



بحث عن بحث