التجديد والاجتهاد:

أشار السلف إلى مجال آخر من مجالات التجديد، وهو وضع الحلول الإسلامية للمشاكل التي تطرأ في حياة البشر، ففي كل عصر توجد حوادث طارئة ونوازل جديدة تستدعي أن يشرع لها حكم، وبالاجتهاد تشرع لها أحكام، فهذا الاجتهاد يدخل في معنى التجديد، وقد أشار إلى هذا الجانب بعض العلماء، قال المناوي: «وذلك لأنه سبحانه لما جعل المصطفى خاتمة الأنبياء والرسل، وكانت حوادث الأيام خارجة عن التعداد، ومعرفة أحكام الدين لازمة إلى يوم التناد، ولم تف ظاهر النصوص ببيانها بل لا بد من طريق وافٍ بشأنها، اقتضت حكمة الملك العلام ظهور قرم من الأعلام في غرة كل قرن ليقوم بأعباء الحوادث، إجراءً لهذه الأمة مع علمائهم مجرى بني إسرائيل مع أنبيائهم».

ولكن لا بد للمجتهد أن يتوفر فيه شروط الاجتهاد المعروفة عند أهل العلم، وليس معناه أن يدلي كل واحد بدلوه، ويزعم أنه صار مجتهدًا مطلقًا، وأن ما يقوله حجة، ولذلك ذكر السلف في وصف المجدد: «أن يكون مجتهدًا قائمًا بالحجة، ناصرًا للسنة، له ملكة ردِ المتشابهات إلى المحكمات، وقوة استنباط الحقائق والدقائق النظريات من نصوص الفرقان، وإشاراته، ودلالاته، واقتضاءاته، من قلبٍ حاضرٍ وفؤادٍ يقظان».



بحث عن بحث