الحمد لله القائل: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}[التوبة: 105]. والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، القائل: «أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه دَينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحبّ إليّ من أن أعتكف في هذا المسجد -يعني مسجد المدينة- شهرًا، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يتهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام». ورضي الله عن الصحابة الذين كانوا خير عاملين بعد الأنبياء، ورحم الله التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد تجولنا في هذه الرسالة جولة سريعة تعرفنا من خلالها في المقدمة على تقسيم الأعمال، وأهمية العمل المتعدي نفعه، ثم تحدثنا عن عناية الإسلام بالفرد والمجتمع في وقت واحد، ثم ذكرنا أهداف الإسلام في الأعمال المتعدي نفعها، وما هي آثارها وفضلها؟ وبعد ذلك ذكرنا نماذج من حرص السلف على مثل هذه الأعمال، ثم ذكرنا تقسيم الأعمال المتعدي نفعها، وفي الأخير -وقبل الخاتمة- ذكرنا بعض الأعمال الجليلة التي يتعدى نفعها ويحسن للمسلم القيام بها ليكسب الأجر العظيم في الدنيا والآخرة.

أسأل الله تعالى أن يبارك في الجهود، ويوفق الأمة المسلمة لما فيه خير لها في الدنيا والدين.

كتبه

أ. د. فالح بن محمد بن فالح الصغيّر

المشرف العام على موقع شبكة السنة وعلومها

البريد الإلكتروني : عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.



بحث عن بحث