الوقفة الثانية

شرح مفردات الحديث

قبل أن نبدأ بمسائل الحديث وقضاياه يحسن بنا أن نبيِّن معاني بعض الكلمات التي تحتاج إلى بيان، فنقول:

قوله: «فِيمَا أَعْلَم»: الظَّاهر أَنّ قائله أبو علقمة، يقول: في علمي أنّ أبا هريرة حدّثني هذا الحديث مرفوعًا لا موقوفًا عليه([2]) وتوجيهه، يقال: بعثته فانبعث. فيكون المعنى: إن الله يقيِّض لهذه الأمة على رأس المائة مجددًا، أي: إن هذا المجدِّد يتصدى في رأس المائة لنفع الأنام، وينتصب لنشر الأحكام.

«لِهَذِهِ الأُمَّة»: أي أمَّة الإجابة, ويحتمل أمة الدَّعْوَة([4]). وأصل الأمة: الجماعة، مفردٌ لفظًا وجمعٌ معنىً ([6]).

واخْتُلِف في رأس المائة هل يعتبر من المولد النَّبويّ أو البعثة أو الهجرة أو الوفاة؛ قال المُنَاوِيُّ في مقدِّمة فيض القدير: يحتمل من المولد النبوي، أو البعثة، أو الهجرة، أو الوفاة، ولو قيل بِأقربيَّة الثاني لم يبعد, لكنْ صنيع السُّبْكيّ وغيره مصرّح بأن المراد الثالث ([8]).

«لَهَا»: أي لهذه الأمة المحمدية ([10]).

وقال المناوي: «أي: ما اندرس من أحكام الشريعة، وما ذهب من معالم السنن, وخفي من العلوم الدينية الظاهرة والباطنة»(

([2]) عمدة القاري للعيني، (7/ 175).

([4]) فيض القدير للمناوي، (1/9).

([6]) عون المعبود شرح سنن أبي داود للعظيم آبادي، (11/ 262).

([8]) المرجع السابق.

([10]) المرجع السابق.

([11]) المرجع السابق.



بحث عن بحث