الوقفة الرابعة

قوله ﷺ: «تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة».

يقول ابن رجب :: «يعنى أن العبد إذا اتَّقى الله، وحفظ حدوده، وراعى حقوقه في حال رخائه؛ فقد تعرف بذلك إلى الله، وصار بينه وبين ربه معرفة خاصة، فعرفه ربه في الشدة، ورعى له تعرّفه إليه في الرخاء، فنجاه من الشدائد بهذه المعرفة، وهده معرفة خاصة تقتضي قرب العبد من ربه، ومحبته له، وإجابته لدعائه، فمعرفة العبد لربه نوعان:

أحدهما: المعرفة التامة، وهي معرفة الإقرار به، والتصديق، والإيمان، وهي عامة للمؤمنين.

والثاني: معرفة خاصة تقتضي ميل القلب بالكلية، والانقطاع إليه، والأنس به، والطمأنينة بذكره، والحياء منه، والهيبة له»([2])، وقال تعالى: ﴿هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى([4]) وفي رواية: «ولئن دعاني لأجيبنه».

وروى الترمذي من حديث أبى هريرة ط عن النبي ﷺ أنه قال: «من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء»([6]).


([2]) سورة المائدة،الآية: (16).

([4]) رواه البخاري في كتاب الرقاق،باب التواضع (4/ 039 2) رقم الباب: (38) رقم الحديث: (6502).

([6]) جامع العلوم والحكم (1/ 473).



بحث عن بحث