قال محمد بن سليمان : البنون نِعَم ، والبنات حسنات ٌ ، والله عز وجل يحاسب على النِّعم ، ويجازي على الحسنات(1).
قال الله تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً)(2)
[ أخبر تعالى أن المال والبنين زينة الحياة الدنيا أي : ليس وراء ذلك شيء ، وأن الذي يبقى للإنسان وينفعه ويسره الباقيات الصالحات وهذا يشمل جميع الطاعات الواجبة والمستحبة من حقوق الله ، وحقوق عباده .
وتأمّل كيف لما ضرب الله مثل الدنيا وحالها واضمحلالها ، ذكر أن الذي فيها نوعان : نوع من زينتها ، يتمتع به قليلاً ثم يزول بلا فائدة تعود لصاحبه ، بل ربما لحقته مضرته ، وهو المال والبنون ، ونوع يبقى وينفع صاحبه على الدوام ، وهي الباقيات الصالحات ](3) .
ومع هذا فالإنسان مأمور بحفظ النعم والقيام بحقها فإن ذلك من شكر الله عليها ، وإلا كانت وبالاً عليه ، وهو يُحاسب على النعم ويُسأل عنها ، قال الله تعالى ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم )(4) .
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
( من كان له ثلاث بنات يؤويهن ، ويرحمهن ، ويكفلهن ، وجبت له الجنة البتة ) .
قيل : يا رسول الله ! فإن كانتا اثنتين ؟
قال ( وإن كانتا اثنتين )
قال : فرأى بعض القوم أن لو قالوا له : واحدة ؟ لقال ( واحدة )(5) .
والحديث يدلّ على أن تربية البنات ورحمتهن والقيام بشؤونهن سبب لدخول الجنة ، وبذلك يظهر كونهن حسنات . والله تعالى أعلم
يكتب هذه السلسلة
د. إلهام بدر الجابري
أستاذ مساعد بجامعة الأمير سلطان
(1) صون المكرمات برعاية البنات لجاسم الدوسري ص28 .
(2) سورة الكهف آية 46 .
(3) انظر تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص479 باختصار .
(4) سورة لتكاثر آية 8 .
(5) أخرجه أحمد 3/303 ، والبخاري في الأدب المفرد رقم 78 ، وهو حديث حسن بشواهده انظر الترغيب والترهيب 3/67،68 .