ما يدخل الجنة

عن أبي عبد الله جابر بن عبد الله الأنصاري م أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقال: «أرأيت إذا صليت المكتوبات، وصمت رمضان، وأحللت الحلال، وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك شيئًا، أدخل الجنة؟ قال: «نعم».

©  المباحث اللغوية:

رجلًا: قال أهل العلم هو النعمان بن نوفل الخزاعي.

المكتوبات: المفروضات والمقصود الصلوات الخمس.

أحللت الحلال: اعتقدت حله وفعلت الواجب منه.

والحلال: الذي أذن به الشرع.

حرمت الحرام: اجتنبته معتقدًا حرمته.

والحرام: ما لم يأذن به الشرع أو ينهى عنه.

©  توجيهات الحديث:

1-    بين الحديث أن غاية المسلم العليا التي يجب أن يسعى إليها هي دخول الجنة، فيبحث عن الوسائل والأسباب المؤدية إلى دخولها.

2-    همة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم  همة عالية، وهكذا يجب أن تكون همة كل مسلم، فيهون عليه كل عمل يؤدي إلى حصول هذه الهمة، وإلا فسيتعيش قليل الهمة، قاصر النظر، ينطبق عليه قول الشاعر:

ومن ينتهب صعود الجبال   يعش أبد الدهر بين الحفر

3-    سماحة الإسلام ويسره حيث لم يكلف العباد ثمنًا باهظًا لدخول الجنة بل كلفهم بما يستطيعون القيام به، ومصداق هذا قوله سبحانه وتعالى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة: 286]. وقوله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ [البقرة: 185].

4-    صلاة الفريضة ركن من أركان الإسلام، لا يتم إلا بها، وهي من أهم الأركان العملية، وهي أول ما سيحاسب عليه العباد يوم القيامة، فإن كانت صالحة نظر في بقية أعماله، وإن كانت غير ذلك ردت عليه أعماله.

5-    صيام شهر رمضان من أركان الإسلام، فمن صامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، وليس للصائم جزاء محدد، بل موكول إلى الله تعالى: «إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به».

6-    التزام الحلال وترك المحرمات أساس النجاة والخلاص يوم القيامة، فيجب على المسلم أن يقف عند الحلال فيعمل بالواجب منه، وما استطاع من المستحبات، ويقف عند الحرام فيجتنبه.



بحث عن بحث